سباق سُني في الصف الأول.. من سيرث "الحريرية السياسية"؟
زينة أرزوني – بيروت
مع أفول نجم الحريرية السياسية، إثر اعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اعتزاله الحياة السياسية، والاثبات بالتجربة داخل البرلمان ان النواب السنّة غير قادرين على لملمة صفوفهم، والخروج بتكتل نيابي يكون له تأثير واضح في اختيار رئيس للجمهورية، بدأت شخصيات الصف الاول على الساحة السياسية السنية السباق في ما بينها لتنصيب نفسها مرجعية للسنة سياسياً في لبنان.
بدوره، يحاول النائب فؤاد مخزومي من خلال اللقاءات الاجتماعية التي ينظمها الإيحاء أنه قادر على جمع زملائه، فيما يسعى دائماً النائب اشرف ريفي الى اتهام سعد الحريري انه هو السبب في تحويل الطائفة السنية إلى الطائفة الأضعف بين مكونات النسيج اللبناني، وأنه "خرج من السلطة ولن يعود".
غياب المرجعية القادرة على جمع النواب السنة في كتلة نيابية وازنة تلعب دور الشريك في انتخاب الرئيس، رأت فيه مصادر سياسية مصلحة قد تصب لصالح سعد الحريري، والعمل على الاستفادة من ذلك والعودة إلى لبنان وممارسة العمل السياسي بذريعة إعادة التوازن المفقود في المعادلة السياسية وحفاظاً على الدور السنّي المعطل منذ خروج "تيار المستقبل" من اللعبة السياسية، الا ان مصادر مقربة من الحريري لا تزال تؤكد ان الحديث عن امكانية عودته الى الحياة السياسية ليست سوى تكهنات، لافتة الى انه قد يعود الى لبنان لإحياء ذكرى استشهاد والده في ١٤ شباط المقبل.
التنافس على المرجعية السياسية السنية بدا واضحاً بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والنائب فيصل كرامي، وبدأت ملامحه تظهر في طرابس، حيث يعمل كرامي على اعادة احياء الدور التاريخي لعائلته في المنطقة، متكئاً على الإرث السياسي لوالده الراحل عمر كرامي، وبدأ ينشط على أكثر من صعيد لدعم موقعه، حتى انه جرى الحديث في الاوساط السياسية والاعلامية عن أن الوزير السابق نهاد المشنوق حمّس كرامي على الظهور الإعلامي بعد قبول المجلس الدستوري طعنه وإعلان فوزه بمقعد نيابي عن طرابلس، "جكارة" بالرئيس ميقاتي، بحسب ما قاله مصدر مطلع.
كذلك يتردّد أنه للهدف نفسه، قدّم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مساعدة قانونية لكرامي عبر فريق استشاري أعدّ الطعن المقدّم إلى المجلس الدستوري.
في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة، انه رغم التمايز الذي يظهره كرامي في الانتخابات الرئاسية عن محور الممناعة، إلا ان العمل جارٍ برعاية من "حزب ال له"، لمساعدته في تشكيل كتلة نيابية على غرار اللقاء التشاوري الذي تشكل سابقاً في دورة الانتخابات الماضية، حيث كان عضواً فيه إلى جانب عدد من النواب المتحالفين مع محور الممانعة، لافتة الى انه من المرجح ان تضم كتلة كرامي النائب حيدر ناصر، والنائب حسن مراد، ونائبا جمعية المشاريع في طرابلس طه ناجي، وفي بيروت عدنان طرابلسي.
وإن كان كرامي يسعى ايضا من خلال تحركه التمهيد للوصول الى كرسي الرئاسة الثالثة في العهد الجديد، فإن الرئيس ميقاتي يسعى هو الآخر ان يبقى رئيساً للحكومة ويُعاد تسميته للتأليف والتشكيل في حال حصلت انتخابات رئاسية.
ولهذه الغاية، تشير المصادر الى ان ميقاتي يحاول جذب النواب السنة نحو كتلة نيابية موالية له، ويكرس في مدينته طرابلس نواة سياسية ابرز اعضائها الوزير السابق نقولا نحاس والنائب السابق علي درويش.
وفي ظل غياب "المايسترو" النيابي عن الساحة السنية الذي يجعل منهم أحد الشركاء المقررين في انتخاب الرئيس، يتوزع أصوات النواب السنة الـ27 على 6 نواب يؤيدون معوّض هم: أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، وضّاح الصادق، بلال عبدالله، إيهاب مطر، بلال الحشيمي، في مقابل 8 نواب يقترعون بأوراق بيضاء هم: جهاد الصمد، محمد يحيى، عدنان الطرابلسي، طه ناجي، حسن مراد، قاسم هاشم، ينال الصلح، ملحم الحجيري. فيما يؤيد 4 نواب ترشيح عصام خليفة، هم: أسامة سعد، ياسين ياسين، إبراهيم منيمنة، حليمة القعقور.
وهناك 6 نواب يقترعون بأوراق كُتب عليها "لبنان الجديد"، هم: أحمد الخير، عماد الحوت، عبدالعزيز الصمد، وليد البعريني، محمد سليمان، نبيل بدر.
اما النائب عبد الرحمن البزري فقد عدل عن الاقتراع بورقة "لبنان الجديد" واقترع لمصلحة النائب السابق صلاح حنين، فيما يقترع كريم كبارة بورقة مرمّزة.
