بحثاً عن الدولار…تصدير الغاز الطبيعي يحرم المصريين من الكهرباء لساعات.

2023.01.03 - 10:57
Facebook Share
طباعة

تزايدت شكاوى عدد كبير من المصريين خلال الفترة القليلة الماضية، لاسيما مع حلول فصل الشتاء، من انقطاع التيار الكهربائي في عدد كبير من المدن في مختلف المحافظات، وقد أشار بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استمرار الانقطاع لساعاتٍ
يوميا، على الرغم من انتهاء فصل الصيف الذيّ يشهد تقنيناً في ساعات التغذية بالكهرباء لتخفيف الضغط والأحمال على الشبكة.


وبحسب شكاوى المواطنين التي وصلت إلى وكالة أنباء آسيا، تعدّ محافظة الاسكندرية، صاحبة النصيب الأكبر من شكاوى انقطاع التيار الكهربائي بصورة غير معتادة.


وأشار المواطنون في عدد من الشكاوى إلى الأزمة والضرر الذي يلاحقهم على إثر انقطاع الكهرباء، بسبب اعتماد الكثير منهم على العمل عن بعد باستخدام الإنترنت وهو ما يتسبب في تعطيلهم لساعات.


وكذلك اشتكى عدد من أولياء الأمور من استمرار انقطاع الكهرباء يوميا لساعات، في الوقت الذي يستعد فيه الطلاب في مختلف المراحل الدراسية لأداء امتحانات الفصل الأول الأمر الذي يجعل تحصيلهم الدراسي و بالتالي نتائجه في خطر.


وتواصلت وكالة أنباء آسيا مع مصدر مسؤول بالشركة القابضة لكهرباء مصر لكنه فضل عدم ذكر اسمه، وأكد بدوره على صحة شكاوى المواطنين، مشيراً إلى أنها تأتي في إطار خطة ترشيد بدأت الحكومة في تنفيذها في جميع محافظات مصر.


وأوضح المصدر المسؤول لوكالة أنباء آسيا أن الخطة الترشيدية، تتضمن فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة عن كافة المناطق بالمدن والحضر، من خلال تقسيم ذلك على كل منطقة على مدار اليوم منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة العاشرة مساء، وفصل التيار الكهربائي عن محافظات الصعيد والدلتا لمدة ساعتين يوميا على مدار اليوم من خلال تقسيم ذلك على كافة المناطق مما يساهم في تقليل استهلاك الغاز الطبيعي والمازوت، والاستفادة من تصديرهما للخارج للحصول على العملة الصعبة والمساهمة في توفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية.


ولفت المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر إسمه، إلى أنه تم خفض نسب استهلاك المازوت من ١٦ ألف طن مازوت يوميا إلى ٨ آلاف طن، ومعدلات استهلاك الغاز الطبيعي من ١٢٠ مليون متر مكعب غاز يوميا إلى ٨٠ مليون متر مكعب غاز يوميا، وإيقاف عمل بعض محطات إنتاج وتوليد الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية المنتجة مع الحفاظ على وجود فائض من القدرات الكهربائية فى نفس التوقيت وكذلك عدم قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق الاستراتيجية والمهمة مثل المستشفيات.


الجدير بالذكر أن مصر كانت قد نجحت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في القضاء على أزمة انقطاع الكهرباء التي كانت تعاني منها لسنوات.


ففي تموز/ يوليو 2018، افتتح رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء، نفذتها شركة سيمنز الألمانية، بتكلفة 6 مليارات يورو، (سعر اليورو حينها نحو 20 جنيها)، تعمل بالغاز لتوليد 144,400 ميغاوات سنويا.


المحطات الثلاث موجودة بالعاصمة الإدارية (شرق القاهرة)، وبمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ (دلتا النيل)، وببني سويف (شمال الصعيد)، وهي توفر الطاقة اللازمة لنحو 45 مليون مواطن.


ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، واحتياج الدول الأوروبية للغاز الطبيعي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت الحكومة في أغسطس/آب الماضي خطة لترشيد استهلاك الكهرباء في مصر؛ من أجل توفير الوقود المستخدم في توليد الكهرباء، خاصة الغاز الطبيعي؛ لإعادة تصديره إلى الخارج والاستفادة من أسعاره في دعم موازنة البلاد بالعملة الصعبة.


وتقضي الخطة بترشيد الاستهلاك الكهربائي في كل المباني والمرافق التابعة للدولة، والالتزام بالإطفاء التام للإنارة الداخلية كما الخارجية لها عقب انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وتخفيض إنارة الشوارع والميادين العمومية والمحاور الرئيسية، والالتزام بالإغلاق في المواعيد الخاصة بالمحال العامة، وكذلك تتضمن الخطة الحد من الإضاءة القوية في واجهات المحال التجارية، والإطفاء التام لإنارة الصالات والملاعب عقب انتهاء الأنشطة بها، وإقامة المباريات والمنافسات الرياضية نهاراً، وترشيد الإنارة في الإعلانات المضاءة وكل دور العبادة.


وبحسب بيانات وزارة البترول، ارتفعت صادرات مصر من الغاز الطبيعي خلال عام 2022 بنسبة 14.28%، حيث وصلت إلى 8 ملايين طن تقريباً، مقابل 7 ملايين طن في عام 2021. وزادت قيمة صادراتها من الغاز بنسبة 171% لتصل إلى 8.4 مليارات دولار في 2022، مقابل 3.5 مليارات في 2021، على خلفية ارتفاع أسعار تصدير الغاز المسال عالمياً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6