بعد تدخل "المركزي" ورفع دولار "صيرفة".. وحدهم محدودي الدخل "أكلوا الضرب"!

زينة ارزوني – بيروت

2022.12.27 - 07:09
Facebook Share
طباعة

من 31 ألفاً و200 ليرة لبنانية إلى 38 ألفاً رفع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سعر "صيرفة"، اي بزيادة 6 الاف و200 الف ليرة، مبرّراً ذلك بارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، مشيراً إلى أنّ سعر صرف الدولار ارتفع خلال فترة الأعياد والتي امتدّت لمدة ثلاثة أيام ألفي ليرة لبنانية في السوق الموازية، معتبراً أنّ ذلك ناتجٌ من "عمليات مضاربة وتهريب الدولار خارج الحدود"، لافتاً إلى انّ "هذا الارتفاع سبّب تضخماً في الأسواق ما أضرّ بالمواطن اللبناني كون الأسعار في لبنان ترتبط بسعر صرف الدولار".

فبعدما تخطى دولار السوق السوداء عتبة 47 الفا، تدخّل "المركزي" عبر منصة "صيرفة"، معلناً انه سيشتري كلّ الليرات اللبنانية ويبيع الدولار على سعر 38 ألف ليرة، لافتاً الى انه يمكن للأفراد والمؤسسات ودون حدود بالأرقام أن يتقدموا من كلّ المصارف اللبنانية لتمرير هذه العمليات وذلك حتى إشعار آخر.

وبالتزامن مع هذا القرار، بدأ سعر صرف الدولار في السوق السوداء بالتراجع بشكل كبير.

وكي لا يستغلّ التجّار الذين يملكون كميات كبيرة من الليرة خدمة التصريف، ويجمعون الدولارات المفترض صرفها في الأسواق وبين الأفراد، كشفت مصادر "المركزي" أن حاكم مصرف لبنان سيُصدر تعميماً داخلياً للمصارف، يفرض من خلاله شروطاً للاستفادة من صرف الليرة إلى دولار عبر منصّة "صيرفة".

ومع صدور التعميم، أوقفت غالبية المصارف خدمة "صيرفة"، وأبلغت المودعين الذين يصطفون طوابيراً أمام الـATM، أنّ الصرافات الالية فرغت من الدولارات.

في غضون ذلك، أجمع خبراء الاقتصاد على أنّ الموظفين ومحدودي الدخل الذين يستفيدون من فرق سعر صرف الدولار بين السوق السوداء و"صيرفة" هم الذين "أكلوا الضرب"، بحسب تعبير الخبراء، موضحين أنّ الموظف الذي يستفيد من تحصيل راتبه المُوَطّن بالليرة اللبنانية في المصرف عبر تحويله الى دولار عند سحبه على اساس سعر المنصة، انخفضت قيمة المبلغ الذي يستفيد منه بعد رفع سعر صيرفة الى 38 الفا، بمعنى اخر ستنخفض قيمة الراتب الدولاري عند تحويله على منصة صيرفة عما كان في السابق مما يؤثر بشكل مباشر على محدودي الدخل.

وأشار الخبراء أيضاً الى أنّ ارتفاع سعر المنصة سينعكس ارتفاعاً على فواتير الكهرباء والهاتف الخليوي وغيرها من الفواتير التي تدفع على صيرفة.

هذه الخطوة "غير المُفاجئة" من مصرف لبنان، لجمت الى حد كبير "جنون" الدولار، بحسب الخبير الاقتصادي محمود جباعي، مشيراً الى أنّ مصرف لبنان تدخل للجم المضاربات أولاً، كما أنه أرادَ أيضاً تقليص خسائره، فهو كان يبيع الدولار على الـ31200 بينما يشتريه على ال 48000 ليرة، وبالتالي فإن رفع سعر صيرفة ساهم في تقليص الهامش بين البيع والشراء، والذي أصبح يتراوح نحو 4 آلاف ليرة لبنانية بعدما كان أكثر من 16800 ليرة للدولار الواحد.

وتوقع جباعي أن ينخفض الدولار حالياً إلى سعر يتراوح بين 38500 و40 ألف ليرة لبنانية"، معتبراً أنّ "ما قام به مصرف لبنان هو لجمٌ مرحلي وتأخيرٌ للارتفاع الأكبر لسعر الدولار".

أما الباحث في الشؤون المالية والاقتصادية البروفسور مارون خاطر، فرأى أنّ فتح منصة صيرفة للجميع ودون تحديد سقف لعمليات شراء الدولار منها، سيساهم في تخفيف الطلب على الدولار في السوق السوداء، وهو ما انعكس تراجعا فوريا لسعر الصرف.

وأكد خاطر أن مصرف لبنان من خلال هذا القرار، يحاول أن يمتص الكتلة النقدية الكبيرة من العملة اللبنانية الموجودة بين أيدي اللبنانيين، والتي يتم استخدامها في تأجيج عمليات المضاربة على العملة، وشراء الدولار من السوق السوداء، واصفا القرار بالترقيعي الذي لا يعالج أساس المشكلة والذي ستكون انعكاساته الإيجابية محدودة المدة.

وعلى الرغم من ان قرار "المركزي" أحدث إرباكاً لدى المضاربين الذين تحولوا إلى تجار يستفيدون من مسار انهيار الليرة اللبنانية، إلان ان خبراء الاقتصاد يؤكدون أن سعر الدولار سيعاود ارتفاعه من جديد، طالما أن الأوضاع السياسية في لبنان لا تزال متأزمة، اضافة الى غياب الإصلاحات المطلوبة، وتجميد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6