من يحاول تحويل المظاهرات "السلمية" في درعا إلى "دموية"؟
اعداد سامر الخطيب
تستمر الاحتجاجات الغاضبة ضد الحكومة السورية في عدة قرى وبلدات درعا منذ تاريخ 21 من الشهر الجاري، وفي هذا السياق، خرج أبناء مدينة جاسم وبلدة المزيريب في ريف درعا، بوقفة احتجاجية مساء أمس، مطالبين بعدم التدخل الأجنبي في الجنوب السوري، والإفراج عن المعتقلين.
وشهدت بلدة النعيمة أمس، توترا أمنيا وقطعاً للطرقات وإحراقاً للإطارات المطاطية من قبل الأهالي، على خلفية توقيف زوجة شقيق القيادي السابق في الفصائل المحلية “ياسر العبود” من بلدة النعيمة أثناء تواجدها بالقرب من مشفى الشرق في درعا المحطة، ولكن تم الافراج عنها بعد ساعات.
واستهدف مسلحون مجهولون ليلة أمس، حاجز الرادار شرقي بلدة النعيمة، وقد أكدت مصادر إعلامية رسمية وشبه رسمية مقتل ثلاثة عناصر وإصابة عنصرين آخرين من عناصر الأمن العسكري والجيش، جراء الاستهداف.
وحذر مصدر خاص لوكالة أنباء آسيا رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية من استغلال خلايا تنظيم "د ا ع ش" الارهابي للأحداث الأخيرة وخاصة في مدينة جاسم وتنفيذ عملياته الارهابية واشعال الفتنة والحرب بين المتظاهرين والسلطات من جديد واعادة سيناريو الحرب السابقة.
وأكد المصدر أن هناك أطرافاً أيضا تحاول تحويل المظاهرات السلمية إلى دموية عبر استهدافات تطال عناصر امنية لاستفزازهم بهدف زرع الفتنة بين المتظاهرين السلميين والأجهزة الأمنية.
وتصاعدت وتيرة الاستهدافات والعمليات والهجمات في درعا منذ مطلع الشهر الجاري كانون الأول، حيث وثقت منظمات حقوقية، 34 استهدافاً منذ مطلع الشهر، أدت لمقتل 27 شخصاً وهم 8 من المدنيين بينهم سيدة، و16 من العسكريين والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر التسويات بينهم ضابطين، و2 من المنتمين والمتهمين بالانتماء لتنظيم “د ا ع ش”، و1من المقاتلين السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها.
و بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع شهر يناير/كانون الثاني، وفقاً لمنظمات حقوقية 525 استهدافا جميعها جرت بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 486 شخصاً، هم: 216 من المدنيين بينهم 6 سيدات و 11 طفلاً، و 180 من العسكريين والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر “التسويات”، و 44 من المقاتلين السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية بعدها، و32 ينتمون ومتهمون بالانتماء لتنظيم “د ا ع ش”، و9 مجهولي الهوية، و5 عناصر من الفيلق الخامس والمقاتلين الموالين لروسيا.
