ضربة جديدة للاستثمار... قصة خروج أموال"النساجون الشرقيون" من السوق المصري

2022.12.26 - 07:12
Facebook Share
طباعة

 كشفت شرك" النساجون الشرقيون" أنّ كلاً من ياسمين وفريدة محمد فريد خميس باعتا حصتيهما المقدرتين بمجموع 24.6% في الشركة لصالح صندوق "FKY limited".

وبحسب ما أفصحت عنه الشركة، أمس الأحد،  يصل عدد الأسهم المباعة إلى نحو 163.7 مليون سهماً بقيمة نحو مليار و375 مليون جنيه. ووصلت قيمة سهم شركة "النساجون الشرقيون" في الصفقة إلى 8.40 جنيهاً.

وباعت ياسمين محمد فريد خميس نسبة 12.31% من حصتها بالشركة بقيمة 687.7 مليون جنيه، وباعت فريدة محمد خميس نسبة 12.31% من حصتها بالشركة بقيمة 687.7 مليون جنيه لتصبح حصتيهما في المجموعة بعد تنفيذ الصفقة صفر.

وعقب الإعلان عن الصفقة أمس الأحد، هبط سهم شركة "النساجون الشرقيون" بنسبة 4.71% خلال التعاملات إلى 9.91 جنيه للسهم الواحد.

وتعد "النساجون الشرقيون"، إحدى أكبر مصنّعي السجاد في العالم، وتعمل في سوق المفروشات الأرضية منذ ما يزيد عن 30 سنة، وتمتلك "النساجون الشرقيون" مصانع في كل من أمريكا والصين، وتبيع منتجاتها لأكثر من 130 دولة.

عن صندوق "FKY limited":

وصندوق fky هو صندوق مملوك لأبناء رجل الأعمال محمد فريد، "ياسمين وفريدة محمد فريد خميس"، وهو صندوق استثماري تم تأسيسه في بريطانيا، وليس هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عن الصندوق، إذ أنه غير مدرج على قوائم الشركة أو حتى البورصات سوى موقع غامض لتسجيل الشركات بلندن. ما يعني أن نجلتي محمد فريد باعتا حصتيهما لصندوق استثمار يمتلكونه مع باقي أفراد العائلة، وبذلك يصبح لدى صندوق FYK limited عدد 163.7 مليون سهم بشركة "النساجون الشرقيون" للسجاد.

خروجٌ جديد من السوق المصري:

يرى مصدر اقتصادي فضّلَ عدم ذكر اسمه، أن ما قامت به كلٌّ من فريدة وياسمين محمد فريد، يعني أن جميع نصيب الشركة من الأرباح في الشركة الأم "النساجون الشرقيون" سيحول للخارج بالدولار وسيصبح خارج مصر، وإذا رغبوا في بيع حصتيهما ستكون من الشركة الأجنبية وعملية البيع ستكون من خارج مصر.

وأوضح المصدر الاقتصادي لوكالة أنباء آسيا، يعني ببساطة أن هناك عملية تخارج جديدة حدثت من السوق المصري، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في ظلِّ وضعٍ قاتمٍ شديد السوء وطاردٍ للاستثمار.

في السياق رأى الخبير الاقتصادي محمد شيرين، أنّ الغرض من صفقة "النساجون الشرقيون" حماية أموالهم. موضحاً أن الشركة الإنجليزية هي التي سيتحول إلى حسابها فيما بعد عائدات التصدير بالعملة الأجنبية، وهذا في الحقيقة يضمن استمرار نشاط "النساجون الشرقيون" داخل مصر لأنه سيساعد في توفير العملة الأجنبية المطلوبة لتمويل عمليات استيراد المكن والخامات ومستلزمات الصيانة إلخ…مختتما أن هذا الوضع طبيعياً لأنّ في مصر مناخاً طارداً لأي استثمار صناعي جادّ!

من جانبه قال أكرم إسماعيل القيادي بحزب العيش والحرية- تحت التأسيس- أن صفقة "النساجون الشرقيون" معناها عملياً أن هناك جزءاً كبيراً من مكسب الشركة بالدولار سيصبح في بنوك إنجلترا، بمعنى أنهم سيطلبون من العملاء الذين يصدرون لهم أن يكون الدفع على الحسابات الموجودة في البنوك الإنجليزية.

وأوضح إسماعيل، أن الهدف من ذلك ليس لتأمينهم الشخصية ولكن لتأمين استثماراتهم من الضياع في ظل الأزمة التي يمر بها الاقتصاد المصري والتي من بينها أزمة توفير الدولار. مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تتجه شركات كبيرة لنفس السياسة، وهذا ما سيؤثر بشكل كبير على العملة الأجنبية في مصر.

من جانبه يرى السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ما فعلته نجلتي رجل الأعمال محمد فريد خميس من نقل ملكية جزءٍ مهمٍ من شركاتهما وأعمالهما في مصر إلى شركة مملوكة لهم أيضا ولكن خارج البلاد فسره البعضُ رغبةً من الأخيرتين في تحويل أرباحهما ودولاراتهما للخارج  ضماناً لاستمرار نشاطهما، وفسره البعض الآخر برغبتهما في الحفاظ على ملكية شركاتهما تحسبا من أي طارئ، وسواء كان هذا الهدفُ أو ذاك أو كليهما فإن الإجراء يؤشر بوضوح لمدى كون مناخ العمل والاستثمار والإنتاج في مصر مناخاً معوقاً وغير آمن وطارد ويستدعي لإعادة النظر فيه بصورة جذرية إذا كنا نريد انتاجا وتنمية وخروجا من الأزمة الاقتصادية وجذباً للاستثمار.

ليست المرة الأولى.. عائلة ساويرس تسبق

يعد خروج "النساجون الشرقيون" من السوق المصري بهذه الطريقة التي لا تُعدّ الأولى من نوعها فقد سبقها آل ساويرس أبرز رجال الأعمال في مصر، ففي يناير 2013،  أعلنت شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة التي يرأس مجلس إدارتها ناصف ساويرس، الأخ الأصغر لنجيب ساويرس، عن سعيها لنقل كامل أسهمها من البورصة المصرية وبورصة لندن إلى بورصة نيويورك، وتحويل مصر من مقر الشركة الرئيسي إلى مقرها لإدارة عملياتها في منطقة الشرق الأوسط، وسيكون مقر الشركة الرئيسي في هولندا.

وأغرت الشركة السلطات بأن شرائها للأسهم المدرجة في البورصة المصرية الناتجة عن العرض سيتم من خلال تحويل العملة الأجنبية المطلوبة من خلال البنك المركزي المصري الذي يعاني من نقص في العملة الصعبة.

وكان هذا الخروج من السوق المصري هو الثالث بنفس الطريقة التي اتبعتها بقية الشركات التابعة لشركة ساويرس، فكانت البداية مع سميح ساويرس الذي يعمل في قطاع الفنادق عندما نقل جميع أعماله إلى سويسرا، ويستثمر في مصر عبر إحدى الشركات التابعة للشركة الأم في سويسرا، أما نجيب ساويرس، فقد خرج من السوق المصرية عبر بيعه شركة أوراسكوم تيكلوم التي تعمل في مجال الاتصالات إلى شركة روسية وهى فيمبلكوم، مع احتفاظه ببعض الأصول الضئيلة بعد تأسيسه شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام، وبعدها قام ببيع قناة "أون تي في" الفضائية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6