ما قصة الصراع بين مشايخ الدروز وأي مصالحة تمت

خاص وكالة أنباء آسيا

2022.12.26 - 06:48
Facebook Share
طباعة

 منذ عام ونيف لا يزال الاحتقان قائما على المستوى الديني بين المشايخ الدروز د، وهذا الصراع بدأت ملامحه مع قيام رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بتعيين الشيخ سامي ابي المنى -الاشتراكي الهوى - شيخا للعقل في ايلول من العام الماضي، ضاربا بعض الحائط المحاولات التي بذلت انذاك من اجل توحيد مشيخة العقل، الا ان خطوة جنبلاط جاءت للتعبير عن امتعاضه من زيارة رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب على رأس وفد من المشايخ الدروز على رأسهم شيخ العقل المُعين من قبل ارسلان نصرالدين الغريب الى العاصمة السورية دمشق ولقائهم الرئيس بشار الأسد، فرد جنبلاط برفض التسوية في مشيخة العقل وعمل على تعيين ابي المنى شيخا للعقل بالتزكية، مما أبقى على الانقسام الديني الدرزي قائما، وقبل اسابيع جاءت خطوة تتويج شيخ من ال مكارم بالعمامة المكولسة من قبل الفريق الديني المؤيد لجنبلاط لتزيد من حدة الانقسام والشرخ الحاصل، لا سيما بعد اعلان المرجع الروحي الأعلى لدى الموحدين الدروز الشيخ ابو يوسف امين الصايغ خلع عمامته المكولسة، احتجاجا على طريقة تلبيس العمامة للشيخ مكارم، والتي جاءت خارج الاصول الدينية المتبعة بحسب اوساط الشيخ الصايغ.

 

وبعد الجهود التي بذلت مؤخراً على صعيد إعادة لم الشمل على المستوى الروحي لدى طائفة الموحدين الدروز، قام الشيخ أبو صالح محمد العنداري بزيارة المرجع الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ في بلدة شارون – قضاء عاليه، وذلك بمسعىً من الشيخ ابو علي سليمان أبو ذياب وشيخ العقل السابق نعيم حسن، وتمت الزيارة بحضور الشيخ أبو سعيد انور الصايغ والشيخ ابو مصطفى حسين الصايغ.


وفي السياق تشير مصادر مطلعة على أجواء اللقاء لوكالة أنباء آسيا الى أن "الخطوة تعتبر بادرة جيدة من أجل سحب فتيل التشنج الذي كان سائدا في الفترة السابقة، فهذه الزيارة تكرس واقع الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ كمرجع روحي أعلى في طائفة الموحدين الدروز، خصوصا وأن هذا الأمر تجلى من خلال الالتفاف الديني والزمني الواسع حول الشيخ الصايغ، بعد قراره السابق بالإعتكاف عن إرتداء العمامة المكولسة، والتي جاءت كموقف إعتراضي من الشيخ الصايغ على ما حصل من تجاوزٍ للأصول والعادات المتَّبعة لدى طائفة الموحدين الدروز في تلبيس العمامة المكولسة، التي ترمز الى المكانة الروحية العليا للشيخ الذي يتم تقليده اياها".


وتلفت المصادر الى أن اللافت في أن المبادرة جاءت بعيدة عن أي دور لأي جهة سياسية، والتي عمل على انجاحها الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، وهي تشكل خطوة مهمة لها دلالاتها الثابتة، بأن الواقع الروحي غير خاضع لتوجيهات بعض الجهات السياسية، وتضيف:"كما تبين أن مشيخة العقل لا يمكنها أن تلعب دوراً على حساب المرجعيات الروحية لدى طائفة الموحدين، فيبقى هذا المنصب له الطابع السياسي أكثر مما هو روحي".


من جهته نوّه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب بالزيارة، وغرد عبر تويتر قائلاً:" ‏مبادرة المرجع الشيخ أبوعلي سليمان أبوذياب اليوم للمِّ الشمل والتي أدت لزيارة المرجع الشيخ أبو صالح محمد العنداري لمرجعنا الشيخ ابو يوسف أمين الصايغ، أفرحت قلوبنا وأراحت بالنا وأكدت أن مشايخنا هم فوق الخلافات والتناقضات .

 

وقبل اسابيع لاقى المرجع الروحي لدى طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، حملة تضامن واسعة معه من الأوساط الدينية والشعبية الدرزية، بعد الموقف الذي إتخذه بالإعتكاف عن إرتداء العمامة المكولسة، وذلك إحتجاجا على تلبيس العمامة لأحد المشايخ من آل مكارم بشكل لا يتوافق مع الأعراف والتقاليد المتبّعة لدى المرجعية الروحية لدى طائفة الموحدين ما دفعه الى اتخاذ خطوته الإعتراضية، قبل ان يتراجع عنها نزولا عند طلب المشايخ والمرجعيات الروحية العليا في طائفة الموحدين الدروز، وجاء ذلك بعد اجتماع ديني بحضور الشيخ نصر الدين الغريب، كبير مشايخ خلوات البياضة الشيخ غالب قيس، ولفيف من المرجعيات ومشايخ من مناطق حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه والمتن.


وعليه تشكل زيارة الشيخ العنداري خطوة مهمة على المستوى الروحي من اجل إعادة لمّ الشمل، وانهاء الصراع القائم على المستوى الروحي لدى طائفة الموحدين الدروز في لبنان، لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وهذا ما أشار اليه المرجع الصايغ في نداءات سابقة توجه به الى ابناء طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، وحثهم فيها على وحدة الصف.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3