لبنان الغارق في أزماته.. يدفن شعبه في "قوارب الموت"

زينة أرزوني

2022.09.23 - 07:15
Facebook Share
طباعة

 أحلام العشرات من المهاجرين غير الشرعيين دفنت قبل جثثهم التي غرقت في بحر طرطوس، قبل ان يتمكنوا من بلوغ شاطئ الأمان في إيطاليا.

ومنذ تواتر الأخبار والصور والفيديوهات عن غرق القارب الذي يحمل لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، قبالة ساحل طرطوس السوري، وكان ينوي التوجه إلى قبرص، بحسب أقوال بعض الناجين، بدأ أهالي الهاربين بالقوارب يبحثون إن كان لهم أبناء وأقارب فيه.

القارب الذي انطلق نهار الثلاثاء من المنية في شمال لبنان عجز عن إكمال سيره، وبدأ ما كان يحمل على متنه ما لا يقل عن 150 راكباً بالغرق، لتنتهي الرحلة باكراً على كارثة كبرى.

فقد تمكنت فرق الإنقاذ السورية من انتشال 81جثة وهذه الحصيلة مرشحة للارتفاع، وكذلك العثور على 20 ناجياً، فيما بقي العشرات من الركاب في عداد المفقودين. وتنوعت جنسيات الركاب بين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، علماً أن السلطات السورية لم تنشر بعد أي قائمة رسمية بأسماء الضحايا والناجين.

قارب هجرة لبناني جديد غدره الحظ، انقطعت به السبل في عرض البحر، كما غدر اهل السلطة بابناء هذا البلد، واغرقوهم في ازمة اقتصادية يصعب انتشالهم منها، وبسبب الاوضاع المأساوية والعوز الذي وقع تحت كاهله غالبية اللبنانيين، حتى انهم باتوا يفضلون المخاطرة والسفر بقوارب الموت لعل الحظ يسعفهم بدلاً من الانتظار في بلد انقطع امل العيش فيه بكرامة.

ففي الآونة الأخيرة، باتت تتصدر قوارب الهجرة غير الشرعية الأخبار في لبنان، سواء من خلال البيانات التي تصدرها السلطات اللبنانية أو من خلال تداول صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمهاجرين خلال رحلة إبحارهم، منهم من وصلوا إلى وجهتهم، ومنهم من غادروا المياه الإقليمية وواجهوا صعوبات حالت دون تمكنهم من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، ومنهم من لم يتمكن حتى من مغادرة المياه الإقليمية بعد توقيف الجيش اللبناني لمركبهم.

"قوارب الموت" أصبحت الأمل الوحيد للنجاة في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية مأساوية، ويقول احد اهالي الضحايا: "ها نحن ندفن اهلنا على دفعات كل يوم لدينا شخص من العائلة يفكر بالهجرة بهذه الطريقة هرباً من الموت جوعاً في لبنان"، محملاً الدولة مسؤولية ما يجري بالشعب اللبناني.

وللتعرف على جثث الضحايا، حرّك الصليب الاحمر اللبناني بالتعاون مع عدد من الجمعيات الاهلية، سياراته الى الحدود بإنتظار تسلم جثامين الضحايا اللبنانيين الذين كانوا على متن المركب الغارق قبالة السواحل السورية.

وأكد الامين العام للصليب الاحمر جورج كتانة أن الصليب الاحمر سينقل أهالي الضحايا إلى المستشفيات في سوريا عبر سيارات للتعرف على الضحايا.

بدوره، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الاجهزة المختصة "توفير التسهيلات كافة امام عائلات الضحايا والناجين نتيجة هذا الحادث الاليم".

في سياق متصل، نفّذت عناصر مخابرات الجيش عمليّة دهم في ببنين العكارية، وقامت بتفتيش منزل المدعو علي نديم ديب بحثاً عن إبنه يوسف علي ديب ووالدته خديجة.

ووفقاً للمعلومات، لم يتمّ العثور على يوسف ووالدته خديجة، والبحث عنهما جاء نتيجة الاشتباه بتورّطهما في قضايا الهجرة غير الشرعية.

أما وزير النقل والاشغال العامة علي حمية فأكد أن "اغلبية الضحايا في حادثة غرق مركب المهاجرين قبالة طرطوس ليس لديهم اوراق ثبوتية"، مضيفا ان "بناء على احد المعطيات من احد الناجين وفق ما اخبرني وزير النقل السوري ان عدد من كانوا على الزورق يفوق الـ120 شخصاً".

كما أعلن المكتب الإعلامي لسفارة دولة فلسطين في لبنان في بيان أنه "تم تشكيل خلية عمل مشتركة بين سفارتي دولة فلسطين في بيروت ودمشق لمتابعة الوضع الناتج من غرق المركب قبالة السواحل السورية والذي يضم عدداً من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5