كيف ساهمت تركيا في انتشار مرض "الكوليرا" في سورية؟

اعداد رزان الحاج

2022.09.21 - 12:40
Facebook Share
طباعة

 يظهر "الكوليرا" عادة في مناطق سكنية تعاني شحا في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالبا ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الاصابة بإسهال وتقيؤ.
وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، تشهد سوريا أزمة مياه حادة، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأعرب المنشق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا عن قلقه الشديد إزاء تفشي الكوليرا المستمر في سوريا، موضحا أن التقييمات الأولية السريعة تشير إلى أن "مصدر العدوى يُعتقد أنه مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل".
ولا تزال "الكوليرا" تشكل تهديدا عالميا للصحة العامة، واعتبر رضا أن "هذه الفاشية في سوريا مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء البلاد".
كما لايزال الجانب التركي يستنزف قوت السوريين في نهر الفرات انطلاقاً من جرابلس بريف حلب وصولاً للطبقة والرقة ودير الزور، حيث رصد نشطاء، استمرار انخفاض منسوب مياه الفرات بشكل كبير وذلك منذ نحو سنتين، أي منذ حبس الجانب التركي حصة سوريا من تدفق النهر.
وأكدت مصادر محلية ، أن انخفاض حجم بحيرة سد الفرات قد بلغ 4 أمتار عن معدلاتها الطبيعية منذ ثلاث سنوات ومنذ بداية أزمة المياه بحبس تركيا وتقليل حصة سوريا من مياه النهر.
و ظهرت على ضفاف نهر الفرات بالرقة والطبقة مسطحات ومستنقعات وبرك آسنة، أسهمت بشكل كبير في انتشار أمراض خاصة بالأرياف وكان أبرزها مرض الليشمانيا وظهور مرض الكوليرا من جديد بالرقة ودير الزور ولقي شخص حتفه في ريف ديرالزور خلال الأيام الفائتة بمرض الكوليرا بالإضافة لتسجيل إصابة العشرات بالرقة وديرالزور بحسب مصادر طبية.
الجدير ذكره، أن حصة سورية من المياه القادمة من تركيا كانت 500 متر مكعب من المياه في الثانية، بموجب اتفاقية بين سورية وتركيا عام 1987 بما يخص نهر الفرات.
ويعتمد الكثير من السكان، الضعفاء بالفعل، في سوريا على مصادر المياه غير المأمونة، التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة التي تنقلها المياه، خاصة بين الأطفال.
ويجبر نقص المياه الأسر على اللجوء إلى آليات التكيف السلبية، مثل تغيير ممارسات النظافة أو زيادة ديون الأسرة لتحمل تكاليف المياه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4