تعرف على "الحركيين" الجزائريين الذي اعتذر لهم ماكرون

اعداد جوسلين معوض

2021.09.22 - 06:07
Facebook Share
طباعة

 أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين خلال حفل تكريمي بقصر الإليزيه، عن مشروع قانون "تعويض" للحركيين الجزائريين الذين وقفوا إلى جانب بلاده خلال حرب التحرير الجزائرية بين 1954 و1962، وطلب الصفح منهم باسم فرنسا. وقال إن "الحركيين خدموا فرنسا وجازفوا بحياتهم وعائلاتهم" من أجلها، لكن الأخيرة "لم تقم بواجبها إزاء" هؤلاء بعد الحرب. 

في خطوة لإعادة الاعتبار للحركيين الجزائريين الذين حاربوا إلى جانب الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية (1954-1962)، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون صباح الإثنين خلال حفل تكريمي بقصر الإليزيه عن مشروع قانون "تعويض" قبل نهاية العام، وطلب الصفح منهم "باسم فرنسا". 

ويشكل هذا الإعلان غير المسبوق خروجا عن الموقف المبهم المعتمد منذ ستين سنة الذي راوح بين دعم الحركيين وعدم الحديث صراحة عن أشياء تجنبا لإغضاب الجزائر. وأضاف الرئيس الفرنسي خلال مراسم تكريم في قصر الإليزيه بحضور حركيين سابقين وأسرهم ومسؤولين عن جمعيات وشخصيات، "أقول للمقاتلين: لكم امتناننا، لن ننسى. أطلب الصفح، لن ننسى".

الحركي مصطلح يعني العميل أو الخائن ويطلق على الجزائريين الذين حاربوا في صفوف جيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم من 1954 إلى 1962 .

ولكن لم تكن هذه هي بداية الحركي ففي عام 1954 انطلقت حركة انتصار الحريات التي أسسها مصالي الحاج بعد الحرب العالمية الثانية والتي انبثق عنها جبهة التحرير الوطني، فكلمة الحركي كانت مشتقة من الحركة

ونظرا لمعارضة الحركة فيما بعد لجبهة التحرير الوطني بات اسم الحركي يطلق على كل الذين عارضوا جبهة التحرير الوطني .

وشن الحركيون الحرب على "جبهة التحرير الوطني" التي كانت في نظرهم "جماعة إرهابية".

وخدم 150 ألف حركي في صفوف القوات الاستعمارية الفرنسية، وبعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك القسم الأكبر منهم في الجزائر في مواجهة مصيرهم.

واستقبلت فرنسا بعد توقيع وقف الحرب من الحكومة الجزائرية المؤقتة نحو 60 ألف عنصر من "الحركى"، ووضعوا في مراكز إيواء، وظروف وصفت بأنها غير ملائمة. وقد بلغ عددهم وأسرهم حاليا في فرنسا نحو نصف مليون شخص.

ويشكل مصير الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الاستعمار الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم نقطة خلاف بين الجزائر وفرنسا لحساسيتها التاريخية.

ولم تعترف السلطات الفرنسية بحرب الجزائر إلا في عام 2000 إذ كانت تسمي الحرب، التي دامت 7 أعوام وذهب ضحيتها أكثر من مليون شهيد، "أحداث الجزائر"، وتصف مهمة جيشها وأجهزتها الأمنية في الجزائر من 1954 إلى 1962 بأنها "عمليات حفظ النظام".

واعترف الرئيس الفرنسي بأن الجيش الفرنسي وضع "نظاما" يسمح بالتعذيب من أجل قمع ثورة التحرير الجزائرية. وأقر بمسؤولية الدولة الفرنسية عن مقتل الناشط الشيوعي الفرنسي، موريس أودان، الذي اختفى عام 1957 بسبب تعاطفه مع الثورة الجزائرية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1