الإرهابيون الأجانب في سورية: الوجهة القادمة أفغانستان

إعداد - رؤى خضور

2021.08.30 - 08:41
Facebook Share
طباعة

يُظهر الهجوم الانتحاري الذي شنه مؤخراً مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي في العاصمة الأفغانية كابول، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني أفغاني و 13 جندياً أمريكياً، أن أفغانستان أصبحت مجدداً قاعدة للسلفية الجهادية الدولية، وقد قال الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية وقائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث فرانك ماكنزي بعد الهجوم "نتوقع استمرار تلك الهجمات".

الإرهابيون من سورية إلى أفغانستان:

هناك أيضاً احتمال أن تشهد البلاد وصول الجماعات المتطرفة من محافظة إدلب السورية، ففي الآونة الأخيرة بدأت هيئة تحرير الشام، الجماعة الإرهابية التي تسيطر على إدلب، بمحاولات التخلص من الجهاديين غير السوريين من أراضيها، لذا من المحتمل جداً أن ينتقل عدد من هذه الجماعات إلى أفغانستان تحت ضغط من هيئة تحرير الشام سواء بقبول طالبان لذلك أو رغماً عنها.
كذلك بعد هزيمة داعش وتراجع نفوذها في العراق وسورية، فليس من المستغرب أن يشق مقاتلوها طريقهم إلى أفغانستان، كمحاولة لإعادة هيبة التنظيم، إذ وفقاً لتقرير المفتش العام في البنتاغون في حزيران/يونيو "تهدف داعش إلى الحفاظ على سمعة التنظيم السيئة، وإعادة بناء النفوذ بين السكان المحليين، وإعادة تأسيس الخلافة في المنطقة".

ما هي الجماعات الإرهابية التي ستتجه إلى أفغانستان؟

قد تشمل هذه الفصائل القادرة على العبور من سورية إلى أفغانستان، كتيبة التوحيد والجهاد، التي تتكون من مقاتلين من جمهوريات آسيا الوسطى، وعلى رأسها أوزبكستان وطاجيكستان، وكثير منهم جاؤوا من روسيا وباتوا تحت تهديد هيئة تحرير الشام،
وجماعة الإمام البخاري، وهي جماعة أوزبكية كبيرة تقاتل في إدلب، وبالرغم من عدم وجود صراع بين الجماعة في الوقت الحالي مع هيئة تحرير الشام، إلا أنه بناءً على قناعة زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بضرورة "تطهير" المنطقة من الفصائل غير السورية، فهي مرشح آخر للانتقال إلى أفغانستان.

إضافة إلى ذلك، ما زال الفرع المحلي لحزب الأويغور الإسلامي في تركستان، نشطًا في إدلب، ومن الممكن أن تنتقل هذه المجموعة أيضًا إلى المناطق الأفغانية تحت ضغط من هيئة تحرير الشام.

والأمر ذاته ينطبق على الجماعات الجهادية القوقازية، دون أن ننسى أنه بعد حل جيش تحرير الشام من قبل هيئة تحرير الشام، سيبحث مقاتلوها عن فرص لمواصلة أنشطتهم الموجهة ضد روسيا في دول أخرى.

كيف سينتقل الجهاديون من إدلب إلى أفغانستان؟

بالطبع، سيعتمد الإرهابيون على موقف تركيا من هذه القضية واستعدادها لتوفير ممر لنقل المقاتلين الأجانب من سورية إلى أفغانستان، خصوصاً أن وجود هذه الجماعات في إدلب واحتمال انتقالهم إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سورية سيهدد المصالح الأمنية لأنقرة.

وتوقع عباس شريفة، الباحث في مركز جسور للدراسات في اسطنبول، في حديث لموقع المونيتور، انتقال عديد من الجماعات القتالية المتطرفة من سورية إلى أفغانستان والاستفادة من الفوضى هناك، وقال "يمكن لعديد من قادة هذه الجماعات أن يستقروا في أفغانستان كلاجئين سياسيين دون أن يكونوا ناشطين عسكرياً ضد أي حزب"، وأضاف "القاعدة في سورية لم تعد موجودة، لكنها تستطيع استغلال غزو طالبان بين الشباب والعودة من جديد".

وقال زعيم جهادي أجنبي رفض الكشف عن اسمه وجنسيته لـ المونيتور "الآن سيذهب عديد من إخواننا الذين اضطهدتهم هيئة تحرير الشام إلى أفغانستان، التي أصبحت آمنة بالنسبة لهم تحت سيطرة طالبان، أعرف قادة واجهوا اضطهاد هيئة تحرير الشام في إدلب، وهم يستعدون الآن للذهاب إلى أفغانستان". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2