مخاوف واشنطن تدفعها للوصول إلى مصالحة كردية في سورية

أدهم السيد

2021.06.21 - 10:39
Facebook Share
طباعة

يزداد ملف قسد في شرق سورية تعقيداً، وتكثير السيناريوهات حوله، فيما إذا كانت أنقرة ومن معها من فصائل مسلحة في ريف حلب وادلب سيعلنون معركة ضد التنظيم الكردي، وكيف ستتصرف واشنطن حيال ذلك، هل ستكون الأخيرة صمام أمان يمنع هيئة تحرير الشام الإرهابية التي انفتحت الولايات المتحدة على زعيمها مؤخراً من الهجوم على قسد؟ وماذا عن المعارضة السورية المقربة من تركيا بعد آخر مواقفها الداعية لطرد قسد من تل رفعت ومنبج.
فقد طلب رئيس الائتلاف المعارض نصر الحريري بتشكيل تحالف دولي لطرد قوات قسد من تل رفعت ومنبج، وأيده في ذلك جميع الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، الأمر الذي دفع المجلس الوطني الكردي أحد مكونات الائتلاف السوري المعارض لرفض مطالب الحريري، معتبراً أن دعوة الحريري لتركيا بالتدخل عسكرياً في تل رفعت ومنبج هو استباحة للسيادة السورية وتسيء للعلاقات بين مكونات الائتلاف نفسه.
استتبع ذلك دعوات صريحة من نشطاء وسياسيين أكراد، بل ومن بعض أعضاء المجلس الكردي للانسحاب من هذا الائتلاف، في هذا السياق، قال مصدر كردي من داخل ما يُسمى بالمجلس الوطني الكردي : صحيح أن هناك خلافات بيننا وبين أخوتنا في حزب الاتحاد الديمقراطي، لكن ذلك لا ينسف أخوتنا في القومية، وقضية شعبنا الكردي، ونحن لا يمكن أن نسمح للائتلاف وغيرهم بالانقضاض على أي حزب أو تيار كردي مهما اختلفنا معه وفق تعبير المصدر.
من جهته طالب رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، عمر أوسي المجلس الوطني الكردي إلى الانسحاب الفوري من الائتلاف المعارض، احتجاجاً على تصريحات رئيسه نصر الحريري بشأن الحث على تدخل عسكري تركي، كما دعا إلى بدء الحوار الكردي - الكردي الجاد مع الإدارة الذاتية وجميع الأكراد السوريين والتأسيس لمنصة كوردية سورية في أقرب وقت وبدء الحوار مع الحكومة السورية في دمشق وبأجندة موحدة لإقرار الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.
لم تطل الدعوات والأمنيات في تقارب كردي ـ كردي، لكن بإشراف من واشنطن، حيث قبل حزب الاتحاد الديمقراطي شروط المجلس الوطني الكردي لاستئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ قرابة نصف عام وذلك بضغط أميركي.
وفي المعلومات أن واشنطن باتت تخشى أن يستغل الروس والحكومة السورية دعوات المعارضة السورية لتركيا بالتدخل للقضاء على قسد والاتحاد الديمقراطي، من خلال انفتاح الأكراد على دمشق، ما سيضر بالمشروع الأمريكي في شرق الفرات، وقد أشارت مصادر كردية مقربة من الحزب الديمقراطي الكردي جناح الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه آل البرزاني، بأن أربيل تدفع باتجاه تفاهم كردي ـ كردي لتفويت الفرصة على أي جهة من استغلال الخلافات والانشقاقات الكردية، مضيفاً بأن الفترة القادمة سيتم الإعلان عن تفاهم ومصالحة كردية ـ كردية كبيرة ، وسيتم تنظيم الحياة السياسية والإدارية في مناطق شرق الفرات حيث سيتشارك المجلس الوطني الكردي ومن ضمن الحزب الديمقراطي السيطرة والحكم على المناطق مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقوده صالح مسلم ومظلوم عبدي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7