أوضح شيخ المدربين الوطنيين في كرة السلة نجاح عيسى أن ترحيل المسابقات في الموسم الحالي 2019-2020 كان اضطراريًا وشمل جميع الاتحادات والألعاب بل جميع دوريات العالم بسبب وباء كورونا العالمي، وأضاف: هذا الظرف الاستثنائي يتقبله كل مواطن لأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وبيّن نجاح عيسى أن دوري السلة لم يسبق له التوقف هذه الفترة الطويلة وصولا إلى الترحيل الإجباري إلى الموسم القادم، وأضاف: حتى مع غزو الكويت كان الدوري البحريني مستمرا بل وازداد قوة بعد السماح بمشاركة لاعبين من الكويت والعراق فيه.
وكشف نجاح عيسى أن عدد الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد البحريني لكرة السلة في السابق كان عددها 22 ناديًا بينها 14 ناديًا يلعب في الدرجة الثانية، و8 أندية في الدرجة الأولى، وأكد أن الدوريين كل واحد فيهما أقوى من الآخر، حيث نجد تنافس شرس على البطولات في الدرجة الأولى، وكذلك تنافس آخر على الصعود في دوري الدرجة الثانية.
وعدد الأندية الثمانية التي تلعب في دوري الدرجة الأولى وهي المنامة والأهلي والمحرق والحالة والقادسية والرفاع الغربي والحد والبحرين، في حين يلعب 14 ناديًا في دوري الدرجة الثانية وهم رأس الرمان، السنابس، توبلي، مدينة عيسى، الخليج، البلاد القديم، النجمة، النصر، سترة، النويدرات، بني جمرة، النعيم، مقابة، العكر.
وبين نجاح عيسى أنه كمدرب قاد أربعة أندية إلى تحقيق لقب دوري الدرجة الثانية والصعود إلى الأضواء وهي أندية الخليج ورأس الرمان وسترة ومدينة عيسى، وتابع: لم أحقق كمدرب البطولة على مستوى الرجال في دوري الدرجة الأولى، ولكني حققتها كثيرًا كلاعب مع النادي الأهلي.
وكشف أن اللاعبين في الزمن القديم كانوا يعشقون اللعبة ولا ينظرون إلى أي مقابل مادي أو ما شابه مثلما حاصل في الوقت الحالي، وأضاف: كنا نحصل فقط على ملابس المباريات ونقوم بشراء باقي المستلزمات على نفقتنا الخاصة، وكنا نعاني في موضوع المواصلات والتدريبات لعدم توفر الصالات الرياضية والإمكانات.
وتابع: في الوقت الحالي نجد الصالات متوافرة واللاعب مدلل من جميع النواحي ويتقاضى راتب ومع ذلك لا نجد التعلق الكبير من اللاعبين في اللعبة، وذكر نجاح عيسى أن أكبر مكافأة حصل عليها كلاعب هي 150 دينارا من النادي الأهلي بعد تحقيق بطولة الدوري على مستوى الرجال في أحد المواسم.
وبيّن نجاح عيسى أن من حسن حظه أن النادي الأهلي القديم كان قريب من منزله، وبالتالي انضم إلى فرق السلة من صغره بعد أن عشق اللعبة من خلال متابعته لبطولات الرجال التي تقام على ملاعب النادي الأهلي في ليالي شهر رمضان، وذكر أن من المواقف التي لا تنسى هي الذهاب في سيارة المدرب إلى مدينة الحد للعب مباراة هناك على مستوى فئة الشباب، وكان المدرب هو الكابتن إبراهيم مهنا وسيارته عبارة عن فولكس واجن قديمة وكان عدد اللاعبين لا يتعدى الثمانية في السيارة، وأوضح نجاح عيسى أن الأندية لا تمتلك باصات في ذلك الوقت تغطي الطاقة الاستيعابية للاعبين في جميع فرق النادي بمختلف الألعاب.
ومن جانب آخر تحدث نجاح عيسى عن بطولة الأندية الخليجية سابقًا التي كانت تقام بنظام الذهاب والإياب، وقال إن تلك الأيام كانت جميلة والتنافس كبير والحضور الجماهيري غفير، وتمنى أن يعود النظام كالسابق.
وعن الموسم الحالي الذي أوقفه فيروس كورونا قال نجاح عيسى إن الجميع كان متشوقا لمتابعة المرحلة المتبقية من المنافسات وهي المربع الذهبي التي شهدنا تنافسا كبيرا من الأندية على جلب المحترفين، وتابع: لم نكن نعلم أو نتوقع الفريق الذي سيحقق البطولة بسبب تقارب المستويات والتكافؤ الكبير بين الفرق المتأهلة، وأكد نجاح عيسى أن الدوري بعد استئنافه لن يكون بنفس الحماسة وهذا أمر طبيعي، كما أن من الصعب أن يكون اللاعبون في أتم الجاهزية بل على العكس سيكونون أكثر عرضة للإصابات بعد التوقف عن التدريبات فترة طويلة.
وأكد نجاح عيسى ضرورة وجود معد بدني في كل نادٍ في المرحلة القادمة من أجل إعداد اللاعبين بشكل جيد تفاديًا للإصابات التي قد تؤثر على الأندية والمنتخب في الاستحقاقات القادمة، وتابع: اتحاد السلة ولجنة المسابقات يجب أن تجتمع مع الأندية وترى ما هو المناسب لها في هذه المرحلة الاستثنائية التي لم يسبق أن حدثت من قبل.
وفضل نجاح عيسى وجود محترف أجنبي واحد فيما تبقى من منافسات الموسم الحالي لأن نهاية الموسم يعقبها بدء موسم جديد وبالتالي من أجل لا يحدث إرباك في تدريبات وخطط المدربين الفنية في مرحلة الإعداد التي من المتوقع أن تكون في شهر يوليو.
وقال نجاح عيسى أن المدرب الجيد ليس فقط الذي يحقق البطولة، إنما من يحافظ على لاعبيه طوال الموسم من الإصابات القوية التي تأتي بسبب ضعف الإعداد أو زيادة حمل التدريبات عن طاقة اللاعبين.
وتمنى نجاح عيسى عودة الحياة الطبيعية إلى مملكة البحرين بعد النجاح في التغلب على فيروس كورونا العالمي، وأن تعود المسابقات الرياضية إلى الصالات والملاعب وتكون الجماهير حاضرة ومستمتعة بالمستويات الفنية، مؤكدا أن دوري السلة من دون جماهير كالحداد بلا فحم.