من هو أبو عبيدة؟ القسام ترفع السرية عن هويته

2025.12.29 - 07:43
Facebook Share
طباعة

 أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الاثنين، استشهاد الناطق باسمها المعروف بلقب “أبو عبيدة”، كاشفةً للمرة الأولى عن اسمه الحقيقي وصورته، في إعلان أثار تفاعلاً واسعًا على المستويين الفلسطيني والعربي، وأعاد تسليط الضوء على الدور الإعلامي الذي لعبه الرجل طوال سنوات.

وقالت الكتائب في بيان نعي رسمي إنها تزف “القائد الملثم أبو عبيدة” باسمه الحقيقي حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، الملقب بـ“أبو إبراهيم”، مؤكدة استشهاده رفقة زوجته وأولاده في قصف إسرائيلي استهدف مكان وجودهم. وأوضحت أن الكحلوت شغل مهمة الناطق باسم كتائب القسام لسنوات طويلة، دون أن يُكشف عن هويته الحقيقية أو ملامحه، التزامًا باعتبارات أمنية.

وبرز اسم أبو عبيدة على نحو لافت خلال السنوات الماضية، لا سيما بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تحوّل إلى الصوت الإعلامي الأبرز للمقاومة الفلسطينية، عبر بيانات مصورة وخطابات دورية تناولت مجريات العمليات العسكرية، ومواقف الكتائب من التطورات الميدانية والسياسية.

وخلال فترة عمله، حافظ أبو عبيدة على نمط ظهور ثابت، بوجه مغطى وكوفية حمراء، وهو ما أسهم في ترسيخ صورته بوصفه رمزًا إعلاميًا أكثر منه شخصية فردية، وفق توصيف متابعين. واعتبر مراقبون أن هذا الأسلوب عزز من حضوره وتأثيره، وجعل من لقب “أبو عبيدة” عنوانًا مؤسسيًا داخل بنية القسام.

وفي نعي مطوّل، وصفت كتائب القسام الناطق باسمها الراحل بأنه “صوت الكلمة والموقف”، مشيرة إلى أنه واصل مخاطبة الجمهور “من قلب المعركة”، رغم المخاطر والاستهداف المتكرر، وأنه لعب دورًا محوريًا في نقل رواية القسام إلى الرأي العام، خلال جولات المواجهة المختلفة.

وأثار إعلان استشهاد أبو عبيدة موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر اسمه قوائم التداول، وتناقل المستخدمون مقاطع من خطاباته السابقة، إلى جانب عبارات رثاء وتعزية. وغلب على هذا التفاعل طابع الحزن، مع استحضار رمزية الرجل ودوره الإعلامي خلال السنوات الماضية.

وفي أول ظهور للناطق الجديد باسم كتائب القسام، الذي حمل اللقب ذاته “أبو عبيدة”، جرى الإعلان رسميًا عن استشهاد سلفه، إلى جانب عدد من قادة الكتائب، بينهم محمد السنوار، قائد أركان القسام، وفق ما ورد في الكلمة المصورة. وحافظ المتحدث الجديد على الهيئة البصرية ذاتها، في خطوة قرأها محللون على أنها رسالة تؤكد الاستمرارية التنظيمية.

ويرى محللون سياسيون أن هذا الظهور حمل رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على أن اغتيال القيادات لا يعني إنهاء الدور أو تفكيك البنية التنظيمية، وأن لقب “أبو عبيدة” بات يمثل وظيفة إعلامية مؤسسية لا ترتبط بشخص واحد.

كما اعتبر باحثون أن توقيت الإعلان وطريقة تقديمه يوجهان رسائل للداخل الفلسطيني وللإقليم، مفادها أن الكتائب ما تزال حاضرة في المشهد، وقادرة على إعادة إنتاج خطابها الإعلامي، رغم الخسائر والضغوط العسكرية والسياسية.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، وما يرافقها من تصعيد ميداني وضغوط إنسانية غير مسبوقة، وسط حالة ترقب لمآلات المرحلة المقبلة، ودور الفاعلين الميدانيين في أي ترتيبات سياسية محتملة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5