بيان وجهاء القرداحة: لا للفتنة نعم للاستقرار

2025.12.29 - 10:52
Facebook Share
طباعة

 أصدر وجهاء وأهالي مدينة القرداحة في ريف محافظة اللاذقية، اليوم الأحد، بياناً مصوراً وجّهوا فيه رسالة مباشرة إلى أبناء المدينة وريفها، دعوا خلالها إلى عدم الانجرار وراء الدعوات للاعتصام والوقفات الاحتجاجية التي كان من المزمع تنظيمها، محذرين من تداعيات وصفوها بالخطيرة على وحدة المجتمع والسلم الأهلي.

البيان، الذي حمل توقيع أعيان ووجهاء ومشايخ مدينة القرداحة، إلى جانب لجان السلم الأهلي في المحافظة، أكد على الحرص على استقرار المنطقة والحفاظ على النسيج الاجتماعي، في ظل حالة التوتر التي تشهدها بعض المناطق السورية خلال الفترة الأخيرة.

واستهل الموقعون بيانهم بالتعبير عن تعازيهم لذوي ضحايا التفجير الذي استهدف مسجد “علي بن أبي طالب” في مدينة حمص، مشددين على قدسية الدماء وضرورة احترامها، ورفض أي محاولة لاستغلال هذه الحادثة الأليمة لتحقيق مكاسب سياسية أو اجتماعية، أو لجرّ الشارع نحو مسارات تصعيدية.

وحذر الوجهاء من مخاطر استغلال الحالة الوظيفية والمعيشية لأبناء المنطقة، معتبرين أن توظيف هذه الملفات الحساسة في سياق دعوات احتجاجية قد يفتح الباب أمام أجندات خارجية، ويؤدي إلى تعميق الانقسام المجتمعي، ونشر خطاب الكراهية والطائفية.

وأكد البيان أن الدعوات المطروحة للاعتصام، وإن غُلّفت بشعارات اجتماعية أو سياسية، تحمل في جوهرها أبعاداً طائفية وتقسيمية، من شأنها تهديد الأمن والاستقرار المحلي، وزعزعة الثقة بين مكونات المجتمع، في وقت تتطلب فيه المرحلة أعلى درجات الحكمة وضبط النفس.

وأشار الموقعون إلى وجود مؤشرات وصفوها بالإيجابية، تعكس إمكانية حدوث انفراجات قريبة، تمثلت ببدء إطلاق سراح عدد من الموقوفين، وعودة بعض أبناء الطائفة إلى وظائفهم، إضافة إلى العمل على تسوية أوضاع العسكريين ومنحهم حقوقهم الوظيفية والقانونية. واعتبر الوجهاء أن هذه المطالب عادلة ومحقة، ويجب معالجتها عبر القنوات الرسمية وبعيداً عن الشارع والتصعيد.

وشدد البيان على أن معالجة القضايا المطلبية يجب أن تتم ضمن إطار يحفظ كرامة المواطنين، ويصون الاستقرار، دون اللجوء إلى تحركات قد تُستغل أو تُحرّف عن أهدافها، مؤكدين أن الحفاظ على وحدة المجتمع هو الضمانة الأساسية لعبور هذه المرحلة الحساسة.

وفي ختام البيان، دعا وجهاء القرداحة جميع الأهالي إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، وعدم الانجرار خلف دعوات الفتنة أو التصعيد، مؤكدين ضرورة التمسك بالسلم الأهلي، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة اللاذقية.

وجاء هذا الموقف في وقت شهدت فيه بعض المناطق الساحلية دعوات إلى مظاهرات واعتصامات، استجابة لنداءات أُطلقت خلال الأيام الماضية، ما أثار جدلاً واسعاً حول طبيعة هذه التحركات، وأهدافها، وتداعياتها المحتملة على الواقع الأمني والاجتماعي في المنطقة.

ويرى مراقبون أن بيان وجهاء القرداحة يعكس مخاوف حقيقية من انزلاق المشهد نحو توترات طائفية، في ظل ظروف إقليمية ومحلية معقدة، ما يجعل الدعوات إلى التهدئة والحوار أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3