مواجهات في الترابين وبن غفير تحت الحجارة
شهدت قرية الترابين البدوية في منطقة النقب، اليوم الأحد، اندلاع مواجهات ميدانية بين شبان من القرية وقوات الشرطة الإسرائيلية، وذلك بحسب ما أفاد به موقع "واللا" العبري.
وأوضح الموقع أن هذه الاشتباكات جاءت في أعقاب فرض طوق أمني مشدد على القرية، بعد نصب حواجز أمنية في محيطها، وذلك بأوامر مباشرة من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير. وأشار إلى أن قوات الشرطة أقدمت على اعتقال عدد من الشبان عقب اندلاع المواجهات، في حين قام متظاهرون من أبناء القرية برشق بن غفير بالحجارة خلال وجوده في المكان.
وأضاف "واللا" أن العملية الأمنية الإسرائيلية نُفذت على خلفية اتهامات وُجهت إلى بعض شبان قرية الترابين، تزعم تورطهم في إحراق سيارات وممتلكات داخل كيبوتسات إسرائيلية تقع في جنوب البلاد.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى جانب شخصيات فاعلة على منصات التواصل الاجتماعي، تصعيدا ملحوظا في الخطاب التحريضي ضد سكان قرية الترابين، استنادا إلى اتهامات تدّعي تورط عدد من أبناء القرية في تنفيذ هجمات ضد تجمعات استيطانية يهودية مجاورة.
وكان إيتمار بن غفير قد نشر، أمس السبت، تدوينة على حسابه في منصة "إكس"، وجّه فيها تهديدات مباشرة لسكان القرية، قائلا:
"هم ظنوا أنهم يبعثون إلي برسالة تقول: (بن غفير، كن حذرا). وأنا أقول لهم: لن أكون حذرا فقط، بل أنوي المضي بكل قوة. غدا سأصل إلى الترابين، وسيرون أكبر عدد من الشرطة. لن يهددوني".
وتأتي هذه التطورات في سياق صراع طويل وممتد تخوضه قرية الترابين، إلى جانب عشرات القرى العربية الأخرى مسلوبة الاعتراف في النقب، في مواجهة سياسات ومشاريع إسرائيلية تهدف، بحسب قيادات محلية، إلى الاستيلاء على الأراضي العربية عبر إقامة مزارع فردية، ومستعمرات زراعية، وبلدات يهودية جديدة فوق أراضي القرى البدوية.
وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب، عطية الأعسم، أن ما يجري يندرج ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الوجود العربي في المنطقة.
وأشار الأعسم، في حديث سابق لـالجزيرة نت، إلى أن القرى العربية في النقب تواجه مخططات متقدمة للإخلاء والتهجير، تُسوَّق تحت ذرائع مختلفة، لكنها تصب جميعها في إطار سياسة ثابتة، تقوم على حشر أكبر عدد ممكن من العرب في أقل مساحة جغرافية، مقابل تخصيص مساحات شاسعة من الأراضي لعدد محدود من اليهود.
