تفاصيل جديدة في تحقيق تحطم طائرة الوفد العسكري الليبي

2025.12.25 - 03:03
Facebook Share
طباعة

في أعقاب حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقل وفداً عسكرياً ليبياً، دخلت التحقيقات التركية مرحلة متقدمة اتسمت بتوسيع نطاق الفحص الفني والأمني في مسعى للوصول إلى صورة مكتملة حول ملابسات الحادث وأسبابه المحتملة.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام تركية رسمية، فإن مكتب المدعي العام في أنقرة باشر تحقيقاً موسعاً بإشراف مباشر من نائب المدعي العام وبمشاركة فريق من أربعة مدعين عامين في خطوة عكست حساسية الحادث وأبعاده السياسية والعسكرية.

شملت الإجراءات الأولى تطويق موقع التحطم بشكل كامل وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة تخضع لرقابة مشددة، بما يضمن الحفاظ على الأدلة ومنع أي عبث بمكونات الحطام، كما جرى جمع جميع بقايا الطائرة وتأمينها، وفي مقدمتها الصندوق الأسود الذي يمثل العنصر الأهم في مسار التحقيق الفني، نظراً لما يحتويه من بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية داخل قمرة القيادة.

بالتوازي مع ذلك، واصلت فرق الطب الشرعي في أنقرة عمليات تشريح الجثامين وإجراء فحوصات السموم، بهدف تحديد الأسباب الدقيقة للوفاة واستبعاد أي عوامل صحية أو طبية قد تكون أسهمت في وقوع الحادث كما توسع التحقيق ليشمل مراجعة شاملة لحياة الطيارين المهنية والشخصية خلال الساعات والأيام التي سبقت الرحلة، مع تدقيق مفصل في أنماط نومهم ونظامهم الغذائي وحالتهم النفسية، إضافة إلى التأكد من عدم تعاطي الكحول أو المواد المخدرة.
وامتد نطاق التحقيق ليطال الجوانب الفنية المرتبطة بالطائرة نفسها، حيث خضع فريق الصيانة الذي تولى الأعمال النهائية للطائرة للتدقيق، إلى جانب مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في المطار وجميع الاتصالات اللاسلكية التي جرت بين الطائرة وبرج المراقبة، وتم إدراج فحوصات تقنية إضافية للتأكد من مطابقة قطع الغيار المستخدمة للمعايير المعتمدة، فضلاً عن تحليل عينات من الوقود الذي زودت به الطائرة وعينات من الحطام للتحقق من سلامة الوقود وخلوه من أي تلوث أو خلل.

وفي سياق التحقيق الفني، طلبت الجهات المختصة تقارير الأرصاد الجوية الخاصة بوقت الحادث، مع الإشارة إلى أن نطاق المسؤولية قد يتسع في حال خلصت النتائج إلى وجود خلل هيكلي أو عيب في التصميم وفيما يتعلق بالصندوق الأسود، أكدت مصادر رسمية أن السلطات التركية عرضته على الفريق الليبي المختص مع ضمان سلامته الكاملة منذ لحظة العثور عليه وحتى تسليمه للجهات المعنية.
كما جرى التنسيق مع الجانب الليبي لنقل الصندوق إلى دولة ثالثة، حيث أُبلغت طرابلس بعزم أنقرة إرساله إلى فرنسا لاستكمال عمليات التحليل الفني وفق المعايير الدولية المعتمدة في حوادث الطيران.

ومن المنتظر عقد اجتماع قريب مع وزارة الداخلية التركية لبحث آخر تطورات التحقيق، بما يشمل المسار الفني والإجرائي المتعلق بالصندوق الأسود وعلى صعيد الضحايا، لا تزال عمليات مطابقة الحمض النووي مستمرة بالتنسيق مع عائلاتهم، تمهيداً لاستكمال إجراءات التسليم الرسمية.
في بُعد إنساني ورسمي، أعلنت وزارة الدفاع التركية مشاركة وزير الدفاع في مراسم توديع جثامين القادة العسكريين الليبيين في مطار مرتد العسكري بأنقرة، إلى جانب تقديم واجب العزاء للمسؤولين الليبيين وأسر الضحايا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7