ضربات أميركية واسعة تستهدف مواقع تنظيم الدولة في سوريا
أطلقت الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تحت اسم “عين الصقر”، بعد أيام من هجوم استهدف قوات أميركية قرب تدمر وأسفر عن مقتل جنديين ومترجم أميركي. الإعلان الأميركي حمل دلالات تتجاوز الرد العسكري المباشر، إذ بين توجهاً ثابتاً لمنع عودة التنظيم إلى واجهة المشهد الميداني وترسيخ معادلة الردع في مناطق نشاطه.
وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أعلن أن العملية استهدفت مقاتلين وبنى تحتية ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم الدولة في مناطق متعددة وسط وشرق سوريا، شملت بادية حمص وريف دير الزور والرقة. ووفق بيانات القيادة الوسطى الأميركية، جرى استهداف أكثر من سبعين موقعاً باستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وذخائر دقيقة، مع مشاركة طائرات أردنية في الدعم الجوي، ما يعكس تنسيقاً إقليمياً ضمن إطار التحالف الدولي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن الضربات تشكل رداً مباشراً على الهجوم الأخير الذي طال القوات الأميركية، مشددا على أن واشنطن لن تتهاون في حماية جنودها، كما أشار إلى أن الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع تؤيد العمليات الأميركية ضد تنظيم الدولة، في موقف يعكس تقاطعا ميدانيا في ملف مكافحة الإرهاب رغم استمرار التباينات السياسية بين الطرفين.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية التزام دمشق بملاحقة خلايا تنظيم الدولة ومنع تحوله إلى تهديد مستدام، داعية الولايات المتحدة ودول التحالف إلى دعم الجهود العسكرية والأمنية داخل الأراضي السورية.
هذا الموقف يفتح المجال أمام مستوى من التعاون العملي في مواجهة التنظيم، مع بقاء هذا التعاون محكوماً بحسابات السيادة والواقع السياسي المعقد.
تقارير إعلامية أميركية، نقلتها صحف مثل نيويورك تايمز وول ستريت جورنال، رجحت أن تمتد العملية لأسابيع أو أشهر، في ظل تقديرات أمنية بأن التنظيم ما زال يحتفظ بقدرات تنفيذ هجمات مباغتة في البادية السورية كما تحدثت تقارير عن تنفيذ عشرات العمليات المشتركة خلال الأشهر الماضية أسفرت عن مقتل أو اعتقال عناصر فاعلة في صفوف التنظيم.
المحصلة تشير إلى أن عملية “عين الصقر” تأتي ضمن استراتيجية أميركية تسعى إلى سد أي فراغ أمني قد يستفيد منه تنظيم الدولة، وإعادة التأكيد على فاعلية الوجود العسكري الأميركي في سوريا ضمن معادلة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
