إسرائيل تُفرغ غزة سرياً: تهجير ناعم يطال آلاف الفلسطينيين

2025.12.19 - 10:20
Facebook Share
طباعة

في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، ظهرت عمليات تهجير منظمة لسكان القطاع تجري تحت شعارات إنسانية مزيفة لكنها تخدم أجندة سياسية واضحة، يكشف التحقيق الاستقصائي الذي نشرته الجزيرة صباح اليوم الجمعة كيف تم تحويل مأساة الغزيين إلى أداة لتفريغ القطاع من سكانه عبر شبكة معقدة من الجمعيات الوهمية والشركات الإسرائيلية الرسمية وشبه الرسمية، شملت حتى الآن آلاف الفلسطينيين.

مسارات التهجير من غزة إلى آسيا وأفريقيا:

يتم تهجير الغزيين عبر المسار الجوي من مطار رامون الإسرائيلي إلى دول ثالثة أو عبر المسار البري من جسر اللنبي إلى الأردن قبل التوجه إلى الوجهة النهائية وتشير البيانات إلى أن حوالي 7 آلاف فلسطيني غادروا عبر معبر كرم أبو سالم منذ بداية العمليات، كما تم تسجيل مغادرة نحو 3 آلاف فلسطيني إضافي باتجاه دول في إفريقيا وآسيا وقد رافق ذلك تخفيف غير مسبوق للمعايير الأمنية الإسرائيلية، إذ تمت الموافقة على 95% من طلبات الخروج، وهو معدل استثنائي مقارنة بالسياسات السابقة.

واجهات مزيفة لجمعية المجد أوروبا:

تظهر جمعية المجد أوروبا على أنها منظمة خيرية غير ربحية لدعم المجتمعات المسلمة المتضررة، لكنها تفتقر إلى وجود قانوني واضح وعنوان فعلي. الحسابات الرقمية للجمعية تظهر خمولاً منذ تأسيسها (2010) وحتى إطلاق المنصات الحديثة (2024 و2025)، كما يعتمد إدارتها على شخصيات وهمية أو مجهولة، مع استخدام صور وقصص مختلقة لإضفاء شرعية زائفة. وتجمع الجمعية بيانات الغزيين الحساسة عبر أرقام واتساب مجهولة المصدر، ما يثير الريبة حول الهدف الحقيقي للنشاط.

المكتب الإسرائيلي للهجرة الطوعية الغطاء الرسمي:

تزامن إنشاء صفحات جمعية المجد مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تأسيس مكتب الهجرة الطوعية لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة هذا التزامن يشير إلى أن الجمعية ليست مجرد منظمة إنسانية فهي جزء من شبكة منظمة مرتبطة بالجهات الرسمية الإسرائيلية، حيث يقدم المكتب غطاءً سياسيًا وأمنيًا للشبكة ويضفي صفة رسمية على عمليات التهجير.

الشخصية المحورية تومر ليند:

يربط التحقيق العمليات برجل الأعمال الإسرائيلي الإستوني تومر ليند، الذي أسس شركات وهمية مرتبطة بالتهجير بلا موظفين مسجلين وبخدمات غامضة ويُعتبر المؤسس العضو الوحيد المؤكد وجوده، بينما بقية الشخصيات المتصلة بالشركات أو الجمعية إما وهمية أو مشكوك في وجودها، ما يعزز فرضية أن الشبكة قائمة على معلومات مضللة ومزيّفة.

استغلال الأزمة الإنسانية والخداع الرقمي:

تستغل الشبكة الظروف الإنسانية الصعبة في غزة لتسهيل نقل السكان عبر شركات وهمية وصفحات رقمية مضللة، وتستخدم الواجهات الخيرية لجمع بيانات الغزيين مما يخدم المخطط الإسرائيلي الاستراتيجي لتفريغ القطاع من سكانه.

التهجير الناعم كأداة استراتيجية:

يرسم التحقيق صورة واضحة لعملية تهجير ناعم ممنهجة، تقودها شبكة من شركات وهمية وجمعيات مزيفة بدعم سياسي وأمني من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية. ويستغل هذا المخطط المعاناة الإنسانية في غزة، حيث تحولت المدينة إلى ساحة لتطبيق الاستراتيجية الإسرائيلية لتفريغ القطاع من سكانه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10