بعد قيصر: دمشق تكشف خططها السياسية والاقتصادية

2025.12.12 - 11:42
Facebook Share
طباعة

أوضح السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن دمشق تتبع استراتيجية متكاملة للتعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية تقوم على ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي، ما منحها رصيداً سياسياً وشرعية دولية واسعة وقال إن احترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 تحت مظلة الأمم المتحدة شكّل ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات، كما ساعد سورية في تعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي بعيداً عن النزاعات المباشرة مع إسرائيل.

وأشار علبي خلال مؤتمر "سورية متحدة" في واشنطن إلى أن الحكومة السورية اتبعت سياسة الانفتاح على الخارج لتقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز التعاون الدولي، مستغلة كل أداة متاحة للضغط على إسرائيل عبر الأمم المتحدة والقانون الدولي والعلاقات الثنائية مع دول كبرى هذا النهج ساعد دمشق في مواجهة محاولات العزلة وإضعاف الدولة السورية وخلق مساحة للمشاركة في ملفات اقتصادية وسياسية تتجاوز الصراع الإسرائيلي.

في السياق ذاته، اعتبر رئيس المجلس السوري الأميركي فاروق بلال أن قرار الكونغرس الأميركي بإلغاء قانون "قيصر" يمثل فرصة تاريخية لسورية حيث يفتح الباب أمام استقطاب الاستثمارات الأجنبية والمشاركة في إعادة الإعمار بعد سنوات من العقوبات القاسية التي أثرت على البلاد وعلى الأميركيين الراغبين في الاستثمار وأوضح بلال أن الجالية السورية الأميركية لعبت دوراً محورياً في التنسيق مع الحكومة السورية والكونغرس خلال العام الماضي لضمان رفع العقوبات وتهيئة بيئة مناسبة للاستثمار والتنمية.

كما أشار مسؤول المناصرة في المجلس السوري الأميركي زيد علوش إلى أن مجلس الشيوخ سيصوّت الأسبوع المقبل على مشروع ميزانية وزارة الدفاع، الذي يتضمن بند إلغاء قانون "قيصر"، مؤكداً أن الهدف من الفعالية هو مناقشة مستقبل سورية واستقطاب الخبرات الأكاديمية لدعم مرحلة إعادة البناء.
من جانبه، وصف الناشط السوري الأميركي حميد الإمام هذا القرار بأنه يمثّل نقطة تحول تاريخية، تتيح لسورية تجاوز العقبات الاقتصادية السابقة والانطلاق نحو مستقبل أكثر استقراراً وتنمية.

يمثل رفع العقوبات الأميركية بداية مرحلة جديدة لسورية، حيث يمكن للحكومة العمل على مشاريع الإعمار، وإعادة النازحين، ومواجهة التحديات الإقليمية، إلى جانب خلق تشريعات جديدة تشجع الاستثمار الأجنبي هذه التطورات تعكس قدرة الدولة السورية على الموازنة بين مواجهة التهديدات الإسرائيلية والانخراط في مسار دولي يسمح لها بالاستفادة من الفرص الاقتصادية والسياسية بعد عقود من العزلة والعقوبات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9