هتافات دمشق ترفع منسوب القلق الإسرائيلي

2025.12.10 - 08:33
Facebook Share
طباعة

وصلت مقاطع الفيديو للهتافات التي رفعت خلال العرض العسكري في دمشق في الذكرى الأولى لعيد التحرير إلى تل أبيب بسرعة كبيرة، حيث اطلعت وحدات التقدير العملياتي في الجيش الإسرائيلي عليها استخدم الجنود كلمة عدو للإشارة إلى إسرائيل وأدى ذلك إلى نقاش داخلي على مستوى كبار المسؤولين حول دلالات المشهد، قبل أن يصدر وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي تصريحاً مقتضباً قال فيه الحرب حتمية في إشارة مباشرة إلى تلك التسجيلات.

لم ينظر إلى الهتافات باعتبارها حدث داخلي محدود التأثير، وانما كجزء من تقييم أوسع يجريه الجيش الإسرائيلي لكل ما يأتي من دمشق في سياق منع تكرار أحداث 7 أكتوبر.
يرى خبراء أمنيون أن أي تغير في انتشار الجيش السوري الجديد أو هيكله العسكري يستدعي متابعة دقيقة خصوصاً أن عناصره قد يصعب التنبؤ بسلوكهم تتضافر هذه الإشارات مع حوادث سابقة بينها عملية توغّل بيت جن نهاية نوفمبر والتي حاولت إسرائيل تصويرها كاستهداف لبنية إرهابية رغم عدم وجود أدلة معلنة، لتشكيل سياق أمني تراكمى يبرر أي تحرك استباقي على الحدود.

على الأرض تزامنت هذه التوترات مع توقف مفاوضات الاتفاق الأمني بعد عودة الرئيس السوري أحمد الشرع من واشنطن وبدأت إسرائيل إرسال رسائل مباشرة عبر تحركات ميدانية متكررة شملت توغلات عسكرية وحواجز مؤقتة على الحدود ما أدى إلى تسجيل إصابات.
في الوقت نفسه شهدت واشنطن خلافات حول مقاربة إدارة ترامب وقيادة إسرائيل للملف السوري مع تحركات إسرائيلية للضغط على الكونغرس قبل التصويت على إلغاء قانون قيصر، إلا أن النص النهائي للموازنة أصبح غير قابل للتعديل، مما جعل التأثير الإسرائيلي يقتصر على بعض الأصوات دون تعديل القانون النهائي.

تتلاقى هذه التطورات من هتافات دمشق إلى التوتر على الحدود ومن توغّل بيت جن إلى ما يجري في الكونغرس لتشكل مشهداً واحداً يظهر سوريا في قلب حسابات أمنية وسياسية أوسع حيث تسعى إسرائيل لوضع إطار جديد للتعامل مع واقع متغير على حدودها فيما تتعامل واشنطن مع سوريا بوصفها اختباراً لأولويات مرحلة بعد الفوضى مما يترك التساؤل مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الأحداث سلسلة وقائع منفصلة أو بداية استراتيجية إسرائيلية أشمل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6