التوتر على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل يضع المنطقة أمام مرحلة دقيقة بعد المزاعم الإسرائيلية حول تعزيز حزب الله للبنية العسكرية وإعادة تموضع مقاتليه تصريحات وسائل الإعلام العبرية بشأن استعداد إسرائيل لاحتمال طلب لبنان انسحاب الجيش الإسرائيلي من خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية تتزامن مع تحديد الحكومة اللبنانية موعداً لإنهاء نشاط البنية التحتية للحزب جنوب نهر الليطاني وهو ما يخلق وضعاً متشابكاً بين المزاعم الإسرائيلية والخطط اللبنانية الرسمية.
الهجمات الجوية الأخيرة على ما وُصف بمجمعات تدريبية للبنان تظهر نهجاً إسرائيلياً لفرض رقابة على التحركات الميدانية للحزب مع حرص إسرائيل على إبقاء ملف التهديد الأمني حاضراً في الخطاب الداخلي والدولي الاعتماد الإسرائيلي على شهادات قادة الجيش الأميركي والمبعوثين الدوليين وتحريك ملف التمويل والتحويلات المالية يوضح سعي إسرائيل لتغطية أي خطوات عسكرية محتملة بالشرعية الدولية خاصة من الولايات المتحدة.
الاستراتيجية الإسرائيلية ترتكز على مزاعم حول ترسخ حزب الله في لبنان وارتباطه بشبكات تمويل وإعادة تموضع مع التأكيد على عدم قدرة الجيش اللبناني أو رغبته في منع نشاطات الحزب وهو ما يضع لبنان أمام تحديات مزدوجة داخلياً في القدرة على ضبط الوضع الأمني ودولياً في مواجهة ضغوط وإملاءات إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة هذا الواقع يفتح نقاشات حول آليات ضبط الحدود فعالية الحكومة اللبنانية في السيطرة على الأراضي وأهمية التوازن بين حماية السيادة ومنع أي مواجهة قد تتحول إلى مواجهة شاملة.
الملف الأمني الحالي يظهر هشاشة الوضع، التحركات الإسرائيلية والادعاءات بشأن نشاط حزب الله تضاعف من احتمالات مواجهة عسكرية أو سياسية بينما يظل لبنان مضطراً لإدارة الوضع بدقة لتجنب تصعيد شامل مع الحفاظ على شرعيته الداخلية والدولية في الوقت نفسه.