شهدت الساحة اليمنية تصاعداً كبيراً للتوترات في جنوب البلاد مع سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة وتوسع نفوذه وسط اعتصامات متواصلة في عدن، بينما يعمل المجلس الرئاسي اليمني على ترتيب اجتماع مرتقب في العاصمة السعودية الرياض لإعادة توحيد مواقفه والتشاور حول الخطوات الواجب اتخاذها بعد التطورات الأخيرة.
تشهد الأرضية السياسية انقسامات حادة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني حيث يتواجد رئيس المجلس رشاد العليمي في الرياض ونائبه عبد الله العليمي، فيما يتواجد عضو المجلس سلطان العرادة في مأرب ويغيب عن الأنظار عضوا المجلس عثمان مجلي وفرج البحسني وتطرح هذه الانقسامات تحدياً أمام انعقاد المجلس لاتخاذ موقف موحد تجاه التحركات الجنوبية
وفي الوقت نفسه يتواصل اعتصام أنصار المجلس الانتقالي في عدن وحضرموت للمطالبة بالاستقلال وسط انتشار أمني مكثف، فيما يرفع نائب رئيس المجلس عيدروس الزبيدي خطاب الانفصال ويدعو إلى بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة مؤكداً أن إعلان الدولة سيكون متدرجاً وفق ظروف مستقرة ومراعاة لمصالح الشمال.
أفادت مصادر المجلس الرئاسي بأن العليمي يسعى عبر الاجتماعات مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية إلى تقديم إحاطة شاملة حول المخاطر الناجمة عن الإجراءات الأحادية في حضرموت والمهرة وتأثيرها على المسار الاقتصادي ووحدة الجبهة المناهضة للحوثيين، مع التركيز على المعركة الأساسية ضد القوات الحوثية.
من جهته اعتبر المتحدث باسم المجلس الانتقالي أن تحركات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة ذات طبيعة أمنية وعسكرية وتهدف لتصحيح الوضع المختل ووقف تهريب السلاح والمخدرات، مؤكداً أن المناطق التي انتشرت فيها القوات الجنوبية أصبحت أكثر قدرة على مواجهة الحوثيين وحماية الحدود السعودية والعمانية.
ويترقب اليمنيون رد الفعل السعودي على تصعيد الانتقالي مع انسحاب جزئي لقوات التحالف من عدن وحضرموت والمهرة، إذ تشير التحليلات إلى أن الرياض قد تستخدم خيارات متعددة تشمل التشتيت العسكري لقوات الانتقالي وتعزيز دور قوات درع الوطن أو اللجوء للتفاوض مؤقتاً، مع إبقاء الخيار العسكري المباشر كآخر حل في حال اعتبرت التهديد مباشراً للأمن القومي للمملكة.
بدورها ترى القيادات اليمنية أن الحفاظ على انسجام مجلس التعاون الخليجي يمثل أولوية حتى على حساب وحدة اليمن، وأن المجلس الانتقالي قد يسعى لتسوية ثنائية مع الحوثيين، إلا أن استمرار التعددية المسلحة في الجنوب ووجود الحوثيين شمالاً قد يحد من استقرار أي كيان جنوبي مستقل، في حين تشير المؤشرات إلى المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات في التحالفات الإقليمية وترتيب الأوراق السعودية بما يضمن استعادة السيطرة على المنافذ الحدودية والمواقع الاستراتيجية.