كارثة سكنية تهز المغرب وتخلّف قتلى وجرحى
لقي 19 شخصا حتفهم وأصيب العشرات إثر انهيار مبنيين سكنيين متجاورين في حي المستقبل بمدينة فاس شمال شرق المغرب في حادث مفجع وقع حوالي الساعة 11 مساء الثلاثاء–الأربعاء المبنيان كل منهما مكون من أربعة طوابق ويضم ثمانية أسر انهارا تدريجيا ما أدى إلى دفن العديد من السكان تحت الركام وإثارة مخاوف من امتداد الضرر إلى البنايات المجاورة الأمر الذي استدعى إجلاء سكان المنازل المحيطة كإجراء احترازي لحماية حياتهم.
باشرت فرق الوقاية المدنية والأمن الوطني والسلطات المحلية عمليات إنقاذ واسعة باستخدام المعدات الثقيلة وكلاب البحث في محاولة للوصول إلى ناجين محتملين. المصابون بينهم نساء وأطفال نُقلوا إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي الإسعافات الطبية والفحوصات الضرورية، مع تسجيل استقرار الحالة الصحية لمعظمهم استمرت الفرق المختصة في تمشيط المنطقة خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء للبحث عن مفقودين محتملين وسط ضغط زمني كبير لإنقاذ أي حياة قبل فوات الأوان.
تستمر التحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة للانهيار، مع التركيز على مدى التزام المباني بالمعايير الهندسية والسلامة وجودة البناء، وعمر المنشآت ومدى ملاءمتها للاستخدام الحالي الحادث سلط الضوء على هشاشة بعض المنشآت السكنية القديمة وضرورة مراجعة اللوائح الهندسية في المغرب وإجراءات الفحص الدوري لضمان سلامة السكان.
المأساة أعادت النقاش العام حول الرقابة على البناء ومعايير الجودة، بما في ذلك تأثير العمر الطويل للبنايات وعدم الصيانة الكافية على وقوع كوارث بشرية محتملة.
هذا الحادث المفجع يمثل اختبارا لقدرة السلطات المحلية على التعامل مع الأزمات الطارئة وإدارة عمليات الإنقاذ والإجلاء، كما يبرز أهمية تعزيز معايير السلامة وتطبيق القوانين الوقائية لحماية المدنيين وتقليل مخاطر الانهيارات المستقبلية، خصوصا في المناطق المكتظة بالسكان والمباني القديمة.
