شروط لبنانية صارمة لتنظيم الحوار مع إيران

2025.12.10 - 02:45
Facebook Share
طباعة

يشهد المسار الدبلوماسي بين لبنان وإيران تحركًا جديدًا بعد فترة من التراجع في التواصل الرسمي، إذ لم تُثمر الزيارات السابقة عن لقاءات مباشرة بين وزيري الخارجية في البلدين. التطور الأخير بدأ مع رسالة تلقّتها بيروت من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تتضمن دعوة رسمية لزيارة طهران واستئناف الحوار السياسي بين الجانبين هذا التواصل أعاد فتح ملفات تداخلت فيها الجوانب السياسية مع حساسيات داخلية تعالجها الحكومة اللبنانية بدقة.

وردّت وزارة الخارجية اللبنانية برسالة حملت قبولًا مبدئيًا بفكرة الانخراط في مسار دبلوماسي جديد، مع طرح شرط أساسي يقضي بعدم عقد اللقاء داخل إيران الرسالة شددت على رغبة بيروت في بناء علاقة متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل من دون أي تدخل خارجي في تفاصيل السياسة اللبنانية أو القرارات المرتبطة بسيادة الدولة ويُفهم من موقف الوزير يوسف رجي أنّ بلاده تتحرك وفق نهج يحفظ استقلالية القرار الرسمي على خلفية النقاش الداخلي المستمر حول دور القوى المرتبطة بمحور إقليمي يترك تأثيرًا على المؤسسات اللبنانية.

من جانبه، تحرص بيروت على خيار عقد الحوار في دولة محايدة بما يتيح مساحة سياسية مرنة تمنع دخول النقاش في حسابات قد تُستخدم داخليًا أو خارجيًا. مراقبون رأوا في هذا الطرح خطوة تنظيمية لإعادة ترتيب العلاقة ضمن إطار دبلوماسي مضبوط يساعد على تخفيف التوتر الذي تراكم خلال الأشهر الماضية عقب اعتراضات لبنانية على أدوار إيرانية متعددة.

جاء هذا الموقف فيما يعيش لبنان مرحلة دقيقة تتقاطع فيها الأزمة الاقتصادية مع تحديات أمنية جنوبًا وشرقيًا كما تواجه الحكومة مطالب داخلية بترسيخ سلطة المؤسسات الرسمية في ملف السلاح، بجانب الحاجة إلى دعم دولي لإنعاش الاقتصاد والحفاظ على استقرار الحدود.
ايضاً في هذا السياق تحاول بيروت صياغة مقاربة تُبقي الباب مفتوحًا للتواصل مع طهران من دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها العربية والغربية أو على جهودها للحصول على مساعدات مالية وسياسية.

يرى مراقبون أن الرسائل المتبادلة من لبنان يختبر مرحلة توازن دقيقة، إذ يحاول فتح قناة حوار جديدة مع إيران ايضاً ضبط شكل هذا الحوار وتوقيته ومكانه بما يحفظ المصلحة الوطنية.
التطور الحالي يشير إلى بداية مسار دبلوماسي قد يشهد تفاوضًا أوسع خلال الفترة المقبلة، إذا توافرت الظروف المناسبة وتم الاتفاق على إطار يراعي الاعتبارات اللبنانية ويعيد رسم العلاقة بطريقة أقرب إلى الشراكة الدبلوماسية المنظمة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7