قامت القوات الإسرائيلية بنصب عدة حواجز عسكرية على طرق استراتيجية في منطقة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة، شملت طريق جباتا الخشب – خان أرنبة، وطريق جبا – خان أرنبة، إضافة إلى طريق دمشق – خان أرنبة. وأغلقت القوات الطرق بشكل كامل أمام حركة المدنيين والمركبات، وذلك بالتزامن مع مرور دورية تابعة للأمن العام السوري.
وخلال عملية التوغّل وقطع الطرق، أطلقت القوات الإسرائيلية النار، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، بينما كان بعض الأهالي قد تجمعوا احتجاجاً على هذه التحركات والانتهاكات المتكررة داخل الأراضي السورية. وجرى نقل المصابين إلى مستشفى الجولان الوطني لتلقي العلاج. وبعد فترة قصيرة من نصب الحواجز، انسحبت القوات الإسرائيلية من الموقع.
وشهدت بلدة خان أرنبة مساءً وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من الأهالي، الذين رفعوا لافتات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية واستهداف المدنيين وإطلاق الرصاص الحي عليهم خلال الساعات التي سبقت.
وقال أحد الشهود إن دورية تابعة لجيش الاحتلال قطعت الطريق عند مدخل البلدة، ومنعت حركة المرور من وإلى دمشق. وأضاف أن مجموعة من الشباب واجهت القوات بالحجارة، فردت الأخيرة بإطلاق النار العشوائي وإلقاء قنابل مسيلة للدموع، مؤكداً أن القنيطرة تعاني من تهميش إعلامي رغم ما تتعرض له من تجاوزات يومية.
كما روى أحد المدنيين المتجهين إلى دمشق، أنه تفاجأ بقطع الطريق، وقال: "نزلنا من السيارات وضربناهم بالحجارة، فأصابوا شابين ورموا علينا قنابل دخانية… إلى متى؟ التوغل الإسرائيلي في القنيطرة لا يُطاق، ونحن نعاني يومياً من تجاوزات الاحتلال". وأضاف: "رسالتنا إلى العالم أننا نريد العيش بسلام".
وفي سياق متصل، أكد محمد السعيد، مدير مديرية الإعلام في القنيطرة، أن الأهالي تجمهروا في عدة مناطق احتجاجاً على توغلات جيش الاحتلال، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول دفع المدنيين إلى النزوح بشكل غير مباشر عبر تخريب الخدمات وقطع الاتصالات، إضافة إلى الضغط على القرى القريبة من مواقع وجوده العسكري. ولفت إلى دور قوات "الأندوف" في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي رواية أخرى نقلتها مصادر محلية، فإن الأشخاص المصابين برصاص القوات الإسرائيلية هم من عناصر القوات الحكومية السورية، جرى استهدافهم خلال ملاحقتهم من قبل الجنود الإسرائيليين عقب إقامة حاجز عسكري شرقي البلدة مؤلف من ثلاث عربات "همر" وسيارة "هايلوكس". وذكرت المصادر أن الجنود أطلقوا النار على مواطنين أثناء عملية الملاحقة، ما أدى إلى إصابات نُقلت إلى مستشفى الجولان الوطني.
وفي الوقت نفسه، تواصلت الاحتجاجات الشعبية في خان أرنبة تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية، حيث عبّر الأهالي عن رفضهم للوجود الإسرائيلي وتمسكهم بأرضهم رغم التصعيد المتكرر في المنطقة.