إسرائيل تتصدر قائمة قتلى الصحفيين عالمياً خلال عام واحد
تشير أحدث الإحصاءات إلى أن إسرائيل تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية مقتل الصحفيين حول العالم خلال عام واحد، حيث أودت العمليات العسكرية في غزة بحياة نحو نصف الضحايا الصحفيين المسجلين على مستوى العالم.
كشفت منظمة مراسلون بلا حدود، ومقرها باريس والمتخصصة في حرية الإعلام، أن العدد الإجمالي للصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال العام وصل إلى 67 صحفياً بزيادة طفيفة عن عام 2024 الذي سجل وفاة 66 صحفياً مشيرة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شكلت 43 بالمئة من الضحايا ما يجعلها وفق التقرير أحد أكثر الأطراف خطورة على سلامة الصحفيين.
تضمن التقرير أن الهجمات الأكثر دموية استهدفت مواقع حساسة ومنها مستشفى في جنوب غزة بتاريخ 25 أغسطس، وأسفرت عن مقتل خمسة صحفيين من بينهم اثنان يعملان لدى وكالتي "رويترز" و"أسوشييتد برس"، في حادثة وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها مأساوية، مشيراً إلى أن ضربة المستشفى أصابت كاميرا مراقبة تابعة لحماس
ومنذ اندلاع القتال في أكتوبر 2023، فقد حوالي 220 صحفياً حياتهم، ما يجعل إسرائيل وفق بيانات المنظمة أكبر جهة مسؤولة عن وفاة الصحفيين على مستوى العالم للعام الثالث على التوالي، بينما حاولت السلطات الإسرائيلية تبرير بعض الحالات بالقول إن بعض القتلى كانوا مقاتلين في صفوف الجماعات المسلحة، ووضعت وثائق تدعم هذه المزاعم.
وقد أثار ارتفاع أعداد الضحايا الصحفيين احتجاجات واسعة، حيث شاركت نحو 250 وسيلة إعلامية من أكثر من 70 دولة في شهر سبتمبر بمبادرة للتنديد بالتصعيد وتخصيص صفحاتها الأولى للحديث عن خطورة الوضع على حرية الصحافة، مؤكدة على ضرورة حماية العاملين في المجال الإعلامي وعدم وضعهم في مرمى القصف.
كما يواجه الصحفيون الأجانب قيوداً صارمة على دخول غزة، باستثناء زيارات محدودة تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي، مما يزيد من صعوبة التغطية المستقلة للأحداث، بينما تدعو منظمات إعلامية وجماعات الدفاع عن حرية الصحافة إلى فتح المجال للتغطية الدولية، لضمان نقل المعلومات بدقة وشفافية.
وتسلط هذه الأرقام الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاع، وعلى الحاجة إلى حماية العاملين الإعلاميين ووضع آليات دولية فعّالة لضمان سلامتهم ومنع استهدافهم خلال تغطيتهم للأحداث.
