لماذا ألغت إسرائيل خطط اغتيال السنوار والضيف قبل أكتوبر؟

2025.12.09 - 02:24
Facebook Share
طباعة

تتوالى المعطيات الجديدة داخل إسرائيل بشأن ما جرى في الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر، وسط استمرار الجدل بين المستويات العسكرية والسياسية حول القرارات التي سبقت الحرب وتكشف هذه التطورات حجم التباين داخل المؤسسة الأمنية، إضافة إلى الخلافات التي رافقت تقييم التهديدات وتقدير السيناريوهات المحتملة، في وقت شهدت فيه إسرائيل تصدعات داخلية غير مسبوقة بسبب الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الواسعة عام 2023.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت معلومات وشهادات أدلى بها ضباط كبار أمام لجنة تورجمان المكلفة بفحص أداء الجيش قبل عملية طوفان الأقصى.

خطط غير منفّذة لاستهداف السنوار والضيف:

وفق ما ورد في الشهادات، أعدّت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش خططاً لاغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف خلال العامين اللذين سبقا الحرب وتضمّنت الخطة عمليات دقيقة تستند إلى معلومات استخباراتية كانت ترى القيادة أنها قد تتيح تنفيذ ضربة مركّزة ضد كبار القادة في غزة ورغم ذلك، بقيت العملية مجمدة، نتيجة تفضيل المستوى السياسي تجنّب المبادرة بأي نشاط هجومي خلال فترات الهدوء.

معلومات استخباراتية حول استعدادات حماس:

توضح المعلومات أن مواد عُثر عليها في أجهزة حاسوب تابعة لحماس داخل القطاع خلال الحرب أثبتت أن الحركة كانت تستعد لتنفيذ هجوم كبير بين عيد الفصح العبري وما يسمى في إسرائيل “يوم الاستقلال”، وهو توقيت شهد انقساماً داخلياً حاداً بسبب أزمة التعديلات القضائية التي أدت إلى مظاهرات مستمرة داخل تل أبيب ومدن أخرى.

خلافات بين ضباط الجيش والشاباك:

أشارت شهادة ضابط كبير إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية لم تكتفِ بالاقتراح المتعلق باستهداف الضيف والسنوار، إذ أعادت إحياء خطة أوسع وُضعت مطلع العقد السابق وتشمل أربع مراحل متتابعة تعتمد على ضربة مفاجئة تستهدف كبار القادة، تليها سلسلة هجمات على مواقع التعاظم العسكري ثم عمليات جوية مركّزة، وأخيراً مناورة برية محدودة لقوات الجيش.

في المقابل، قدّم ضابط آخر رواية مختلفة، مؤكداً أن التوصيات التي رفعتها القيادة الجنوبية اقتصرت على الاغتيالات الدقيقة دون الخطة الواسعة كما قال إن الشاباك، بقيادة رونين بار، وافق على تنفيذ العملية بشرط اختيار توقيت يتيح تبريرها أمام المستوى السياسي.

فرص ضائعة قبل هجوم أكتوبر:

جاءت إحدى الفرص التي نوقشت داخل المؤسسة الأمنية بعد “هجوم الفؤوس” في إلعاد عام 2022، والذي أعقب خطاب السنوار الذي حض فيه الفلسطينيين على تنفيذ عمليات فردية ورغم توافق بعض القيادات الأمنية على ضرورة الرد، سقط الاقتراح بسبب رؤية ثابتة داخل الحكومة تعتبر أن إبقاء حماس في غزة في وضع ضعيف لكنه قائم يخدم المصالح الإسرائيلية.

وتكررت الفرصة مرة أخرى في ربيع 2023 خلال فترة توتر على الحدود، حين طُرحت فكرة الاغتيال مجدداً، غير أن الإجراءات السياسية حالت دون تنفيذ القرار رغم موافقة مبدئية من بعض القيادات العسكرية.

سياق سياسي مضطرب داخل إسرائيل:

تُظهر الشهادات أن تركيز المؤسسة الأمنية خلال عام 2023 كان منصباً على الجبهة الشمالية، فيما كررت القيادة السياسية طلبها من الجيش التعامل مع غزة كجبهة ثانوية هادئة وتقول شهادات ضباط أمام اللجنة إن هذا التوجه ظلّ ثابتاً لسنوات عبر حكومات مختلفة، حيث فُضِّل احتواء غزة على الدخول في مواجهة واسعة.

يبقى الغموض مسيطراً على حقيقة القرارات التي اتُّخذت داخل الغرف المغلقة، بين توصيات عسكرية دعت إلى عمليات استباقية وبين سياسات سياسية دفعت باتجاه الحفاظ على الوضع القائم وتظهر الروايات المتناقضة صراعاً عميقاً داخل المؤسسة الإسرائيلية بشأن قراءة المشهد في غزة، وسط أسئلة كثيرة حول فرص تأجيل المواجهة أو منعها لو اتُّخذت قرارات مغايرة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9