تتجه بيروت نحو تعزيز حضور فرنسا في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، في خطوة تؤكد رغبة لبنان في دعم دوره الرقابي على الوضع الأمني في جنوب الليطاني مع زيادة الثقة الدولية بأداء الجيش اللبناني. تصريح الرئيس جوزيف عون بأن أي تدقيق تقوم به لجنة الميكانزم سيكون مرحّباً به يوضح سعي لبنان إلى توظيف الدعم الخارجي لتحقيق توازن دقيق بين الالتزام بالقرار 1701 وضمان سيادة الجيش على الأرض.
هذا التوجّه يأتي في وقت لا يزال الجنوب اللبناني يشهد توترات ومخاوف من أي تصعيد، حيث تلعب اليونيفيل والميكانيزم دوراً أساسياً في مراقبة وقف إطلاق النار، وهو ما جعل تدخل فرنسا محور اهتمام دولي لتعزيز مصداقية المراقبة، وضمان التزام جميع الأطراف بالمعايير الدولية.
زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لم تأتِ عابرة إذ أظهر اللقاء مع الرئيس عون التنسيق الوثيق بين لبنان وفرنسا في ملف مراقبة وقف النار في إطار جهود أوسع لتثبيت الاستقرار الإقليمي في الوقت نفسه، تم بحث التطورات الداخلية وملفات الإصلاحات مع التحضيرات لمؤتمر دعم الجيش اللبناني المزمع عقده مطلع العام المقبل، والذي يهدف إلى تعزيز جاهزية الجيش وقدرته على الصمود أمام التحديات الأمنية.
المشهد العام يظهر حرص لبنان على الجمع بين الدعم الدولي والتأكيد على سيادة الجيش، في محاولة لتحقيق استقرار طويل الأمد وسط ضغوطات إقليمية متزايدة ورصد دقيق من المجتمع الدولي لمسار تنفيذ القرار 1701.
يرى مراقبون أن بيروت لا تكتفي بالمراقبة الروتينية، فهي تسعى لتحويل لجنة الميكانزم إلى أداة فاعلة تعزز قدرة الجيش اللبناني على ضبط الأوضاع، مع المحافظة على علاقات متوازنة مع القوى الدولية المشاركة في الملف.