تجمعت حشود ضخمة في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق، قادمة من مختلف مناطق البلاد للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لسقوط حكم النظام السابق الأعلام السورية رفرفت في كل الأرجاء والأغاني الوطنية تصدح عبر مكبرات الصوت، فيما امتزجت الفرحة بالتماسك الوطني والإصرار على مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
الاحتفالات شهدت عروضًا عسكرية ضخمة حضرها الرئيس أحمد الشرع إلى جانب عدد من الوزراء وكبار القادة العسكريين. انطلقت فعاليات العرض العسكري المركزي من أوتستراد المزة نحو ساحة الأمويين ثم ساحة الجمارك، وسط تحليق الطائرات المروحية والطائرات الشراعية التي أضفت بعدًا مهيبًا على مراسم الاحتفال.
المشاركة لم تقتصر على العاصمة، إذ شهدت محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص وإدلب عروضًا متزامنة للجيش، مع رفع العلم السوري في المدن والبلدات بما يعكس وحدة السوريين وتطلّعهم إلى السلام الوطني كما ساهم فوج "مار أفرام السرياني البطريركي الكشفي" وفرقة كشاف سوريا في تعزيز الطابع الشعبي للفعاليات، بينما شارك طيارون شراعيون من دول متعددة في التحليق فوق سماء دمشق، معززين أجواء الفرح الجماهيري.
الجانب الأمني والطبي شهد تجهيزات مكثفة إذ أكدت وزارة الداخلية على نشر الدوريات وقوى الأمن الداخلي بكثافة لتنظيم الحركة وحماية المشاركين بالتنسيق مع مختلف الجهات الخدمية لضمان سلامة الجميع الطواقم الصحية والهلال الأحمر العربي السوري فعّلت غرفة عمليات مشتركة مع مديرية صحة دمشق والدفاع المدني، مع تخصيص أكثر من 30 فرقة إسعافية، بينها عيادات متنقلة للتعامل مع أي حالات طارئة، متابعة دقيقة للأطفال بسبب كثافة الحضور.
المساجد في جميع أنحاء البلاد صدحت بتكبيرات النصر منذ فجر اليوم، إيذانًا بانطلاق اليوم الوطني للتحرير الرئيس أحمد الشرع أدى صلاة الفجر في المسجد الأموي مؤكدًا على عزم سوريا العودة قوية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، مع البناء على حضارتها العريقة وموروثها التاريخي.
احتفالات السوريين استمرت في مختلف المناطق، حيث استذكروا معركة "ردع العدوان" التي بدأت في 27 نوفمبر 2024 من حلب، قبل أن يصل المقاتلون إلى دمشق بعد 11 يومًا، مؤكّدين انهيار النظام السابق في 8 ديسمبر 2024، وتوجّه البلاد نحو مرحلة جديدة من التفاوض والسلام وإعادة الإعمار.