الشرع: سوريا تبني توازناً إقليمياً وتطور علاقاتها الدولية
نجح الرئيس السوري أحمد الشرع خلال الفترة الماضية في إعادة رسم معالم السياسة الخارجية لسوريا، مع التركيز على تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية بعد سنوات من العزلة والقيود الاقتصادية وفي تصريحات حديثة، وصف الشرع العلاقات مع تركيا والسعودية وقطر والإمارات بالممتازة، بينما اعتبر أن العلاقة مع مصر والعراق مقبولة معرباً عن أمله في تطورها بشكل ملموس خلال الفترة المقبلة هذه المواقف تؤكد سعي دمشق لإيجاد توازن دقيق بين القوى الإقليمية الكبرى بما يضمن مصالحها السياسية والاقتصادية ويعزز موقعها الاستراتيجي في المنطقة.
على صعيد العلاقات الدولية أشاد الشرع بما وصفه بالعلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين مما يشير إلى توجه دمشق لرفع مستوى التنسيق مع القوى الكبرى وتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية وقد شهد العام الماضي نجاحاً لافتاً في كسر الحصار الدولي ورفع العقوبات الاقتصادية الخانقة عن البلاد ما منح سوريا فرصة لتعزيز دورها في المحافل الإقليمية والدولية.
الشرع ركز خلال تصريحاته على الوحدة الداخلية وبناء دولة قوية تليق بتضحيات الشعب السوري وأكد أن الحفاظ على الإنجازات الحالية وتطويرها يمثل مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع السوريين في إشارة واضحة إلى الحاجة لتضافر الجهود الوطنية لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وفي السياق الأمني، تواصل الإدارة الذاتية الكردية فرض قيود على التجمعات والفعاليات الجماهيرية في شمال شرق البلاد نتيجة النشاط المتزايد للخلايا الإرهابية مما يعكس استمرار التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة السورية في مناطق نفوذها المختلفة هذه الإجراءات توضح الحرص على ضبط الأوضاع الأمنية أثناء المراحل الانتقالية للتعافي السياسي والاقتصادي.
الشرع، الذي ظهر في عدة مناسبات ببزة عسكرية، شدد على أن بناء سوريا وفق معايير الحاضر والماضي والحضارة العريقة يشكل أولوية وطنية. هذا التوجه يظهر أنه ليس مجرد خطاب سياسي، وانما استراتيجية تهدف إلى إعادة الدولة إلى مكانتها الإقليمية والعالمية، مع مراعاة التوازن بين القوى الإقليمية وحماية مصالح السوريين في الداخل والخارج.
من المتوقع أن تستمر دمشق في متابعة تطوير علاقاتها مع مصر والعراق، لتشكل شراكات إقليمية متينة تدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي مع الإبقاء على قنوات اتصال فعّالة مع القوى الدولية الكبرى لضمان دعم مشاريع إعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة.
