تفكك المليشيات المدعومة إسرائيلياً في غزة

2025.12.08 - 08:17
Facebook Share
طباعة

 بدأت مجموعات من المسلحين المنتمين إلى مليشيات عشائرية معارضة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية بتسليم أنفسهم طوعاً للأجهزة الأمنية التابعة للحركة، وذلك عقب مقتل قائد المليشيا ياسر أبو شباب. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، عن مصادر فلسطينية أن وتيرة عمليات التسليم الذاتي تسارعت بشكل ملحوظ منذ يوم الجمعة، وتركزت في مناطق رفح وخان يونس، حيث تنتشر أبرز المليشيات التي حظيت سابقاً بدعم علني من الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب ما أفاد به مسؤول في وزارة الداخلية، فإن عدداً من عناصر تلك العصابات سلّموا أنفسهم فعلاً، وتقوم الأجهزة الأمنية بدورها بمعالجة ملفاتهم في إطار القانون. ودعا المصدر من تبقى من العناصر إلى المبادرة الفورية لتسليم أنفسهم، مؤكداً أن “نهاية الطريق الذي يسلكونه معروفة ومصيرهم محتوم، وأن عليهم العودة إلى حضن شعبهم ومجتمعهم قبل فوات الأوان، والتراجع عن خيانة شعبهم ووطنهم ومخالفتهم للقانون والأعراف والقيم الفلسطينية”.

وفي السياق ذاته، نقل موقع قدس برس عن موقع المجد الأمني -المقرب من حركة حماس- تأكيد أحد قياديي أمن المقاومة أن ثمانية من المنتسبين للمليشيات المدعومة من الاحتلال بادروا خلال الساعات الأخيرة إلى تسليم أنفسهم للجهات المختصة، وذلك عقب إعلان فتح باب التوبة لمدة عشرة أيام. وأوضح القيادي أن عمليات التسليم تمت بشكل طوعي بعد تواصل مباشر من عائلات المطلوبين، وبدعم واضح من وجهاء العشائر الذين رفعوا الغطاء الاجتماعي عن المتورطين، ما سهّل وصولهم إلى الجهات المسؤولة لاستكمال إجراءات التسوية.

وتأتي هذه التطورات بعد إصدار حركة حماس إعلاناً يتضمن مهلة نهائية مدتها عشرة أيام أمام كل من ينتمي إلى هذه المليشيات لتسليم نفسه وسلاحه. وكانت وزارة الداخلية في غزة قد أكدت الجمعة الماضية -في تصريح للجزيرة- أنها ستتعامل مع ملفات من يسلمون أنفسهم بمرونة قانونية، مع تخفيف إجراءات المحاكمة، مشيرة إلى أن "مظلة حماية الاحتلال للخونة لن تدوم طويلاً". وشددت الوزارة على أن الاحتلال “فشل في المسّ بوحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه الوطني”، وأن العصابات التي شكلها “ظلت معزولة بلا ظهير شعبي أو مجتمعي حتى وصلت إلى مصيرها المحتوم”.

من جهته، قال رئيس التجمع الوطني للقبائل والعشائر الفلسطينية، علاء الدين العكلوك، إن الاحتلال لجأ إلى توظيف مجموعة من الأشخاص ذوي السجلات الإجرامية محاولاً إضفاء صبغة قبلية وعشائرية عليهم. وأضاف العكلوك -في تصريحات للجزيرة نت- أن العشائر تواصلت مع جميع عائلات المتورطين في هذه العصابات، سواء من شكّلها أو من انضم إليها، وقدّمت يد العون لمن يرغب في العودة إلى حضن شعبه، ونجحت بالفعل في إعادة عدد منهم عبر عائلاتهم وقبائلهم. وذكر أن “مواقف مشرفة” سُجلت لعائلات فضّلت أن تُقصف وتنزح بدلاً من ارتكاب خطيئة التعاون مع الاحتلال.

وأشار العكلوك إلى أن العشائر اتخذت مؤخراً ترتيبات لإنهاء ملفات عدد من الشباب الذين سلّموا أنفسهم عبر عائلاتهم، كما تتوسط لدى الجهات المختصة لمعالجة أوضاعهم، التي استجابت لفتح باب التوبة لمدة عشرة أيام.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، مقتل قائد المليشيا المسلحة ياسر أبو شباب على يد مجهولين شرقي رفح. ولا تزال الملابسات الدقيقة لعملية قتله غامضة، إذ تضاربت المعلومات المسربة للصحافة الإسرائيلية بشأن طريقة مقتله ومكان وقوع الحادثة.

ويُذكر أن ياسر أبو شباب، المولود عام 1990 في رفح جنوب قطاع غزة، ينتمي إلى قبيلة الترابين، وكان معتقلاً قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على خلفية قضايا جنائية، قبل أن يُفرج عنه عقب قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية. وبرز اسمه لاحقاً بعد استهداف كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- قوة من “المستعربين” شرق رفح في 30 مايو/أيار 2025، حيث تبيّن أن القوة كانت تضم مجموعة من العملاء المجندين لصالح الاحتلال والتابعين مباشرة لما وصفته المقاومة بـ“عصابة ياسر أبو شباب”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7