مصر تسقط شرعية سد النهضة وتغلق ملف التفاوض

2025.12.07 - 04:34
Facebook Share
طباعة

تغلق القاهرة باب التفاوض مع أديس أبابا بصورة غير مسبوقة، معلنة أن ملف سد النهضة خرج من دائرة الحوار إلى مساحة الصراع السياسي والقانوني المباشر التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تُظهر تحوّلاً واضحاً في خطاب الدولة المصرية، يقوم على تثبيت قاعدة رئيسية مفادها: السد غير شرعي، والممارسات الإثيوبية تُعدّ تعدياً على حوض النيل الشرقي، وأن ما جرى خلال خمسة عشر عاماً لم ينتج اتفاقاً قابلاً للتطبيق.

وترى مصر أن إثيوبيا تبني معادلتها على أمر واقع جديد، عبر إنشاء منشأة مائية ضخمة دون التوصل إلى تفاهم مُلزِم حول الملء والتشغيل. وفي المقابل، تحاول القاهرة تثبيت موقفها القانوني القائم على مبدأ الاستخدام المنصف والمتوازن للموارد المشتركة، مع تأكيد أن الأمن المائي لمصر مسألة وجودية، يتجاوز تأثيرها حدود الاقتصاد ليطال حياة السكان مباشرة.

ايضاً تعتمد مصر على نهر النيل كمصدر أساسي للمياه العذبة، الأمر الذي يدفعها إلى توسيع مشاريع التحلية لتقليل الفجوة بين احتياجاتها الفعلية ومدى توافر الموارد وفي السنوات الأخيرة، ارتفع صوت القاهرة محذراً من أن الإجراءات الأحادية تضع المنطقة أمام احتمالات تصعيد سياسي قد يغيّر ملامح العلاقة بين دول الحوض.

على الجانب الآخر، تواصل إثيوبيا الدفاع عن رؤيتها القائمة على حق السيادة، وتعتبر السد مشروعاً وطنياً لا يخضع لأي قيود تاريخية أو سياسية، بينما تتهم مصر بأنها تتمسّك باتفاقيات قديمة تعتبرها أديس أبابا مجحفة وتجاوز الخطاب الإثيوبي خلال الأيام الماضية حدود النقد الدبلوماسي التقليدي، متجهاً نحو لهجة هجومية وصفتها أوساط مصرية بأنها محاولة لإعادة صياغة صورة الصراع أمام المجتمع الدولي.

الرد المصري اتسم بتركيز واضح على الجانب القانوني، مع الحرص على تثبيت مرجعيات دولية تضمن حقوق دول المصب يرى خبراء مياه وقانونيون أن مصر تُعدّ حالياً خطاباً أكثر صرامة يتجه نحو تدويل الملف بدرجة أوسع، خاصة بعد إعلان وزير الخارجية أن المسار التفاوضي وصل إلى نقطة انسداد كامل.

وتبدو المرحلة المقبلة محكومة بعدة احتمالات، أبرزها تحركات سياسية وقانونية أكبر من جانب القاهرة، مقابل إصرار إثيوبيا على استكمال خططها التشغيلية دون التوصل إلى اتفاق مُلزِم. وبين هذين المسارين، يظل النيل محور صراع ممتد، يقترب من مرحلة حساسة تتطلب صيغة توازن جديدة تحفظ استقرار الإقليم وتمنع انزلاقه نحو مواجهة مفتوحة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2