وثّقت شبكة أطباء السودان تعرض 19 امرأة للاغتصاب على يد أفراد من قوات الدعم السريع، أثناء نزوحهن من مدينة الفاشر إلى مخيم العفاض في مدينة الدبة بالولاية الشمالية من بين الضحايا، اثنتان حاملتان، ويتلقين الرعاية الصحية تحت إشراف فرق طبية محلية وسط مخاوف من تفاقم الآثار النفسية والجسدية على الناجيات.
وقالت الشبكة إن هذه الحوادث تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واستهدافًا مباشرًا للفئات الأكثر ضعفًا، محذرة من أن صمت المجتمع الدولي قد يشجع على تكرار هذه الجرائم. وأكدت أن استمرار مثل هذه الانتهاكات يعكس تصعيدًا خطيرًا في العنف ضد المدنيين، ويزيد من هشاشة النساء والأطفال في مسارات النزوح.
ودعت الشبكة الأمم المتحدة والآليات الحقوقية الدولية إلى توفير حماية فاعلة للنساء والأطفال، وإرسال فرق تحقيق مستقلة، وضمان وصول آمن للمساعدات الإنسانية والطواقم الطبية وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور لم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات، فيما سبق لقائد القوات، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الاعتراف بحدوث "تجاوزات" وادعاء تشكيل لجان تحقيق بعد اجتياح الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاءت هذه التقارير في سياق سلسلة انتهاكات واسعة سجلتها شبكة أطباء السودان وهيئات دولية أخرى، بما في ذلك توثيق 32 حالة اغتصاب لفتيات نزحن إلى مخيم طويلة للنازحين منذ الاجتياح وسيطرة قوات الدعم السريع على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربًا جعلت المدنيين عرضة للعنف والانتهاكات، بينما يسيطر الجيش على معظم الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من 1.8 مليون كيلومتر مربع، غير أن غالبية سكان السودان، البالغ عددهم 50 مليونًا، يعيشون في مناطق تحت سيطرة الجيش. هذا الوضع يعكس هشاشة الحماية القانونية والأمنية في دارفور، ويؤكد ضرورة تدخل دولي عاجل لتوفير حماية حقيقية للنساء والأطفال والمجتمعات النازحة ومنع استمرار الانتهاكات التي تهدد النسيج الاجتماعي وتفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة.