خفايا سقوط النظام: الانسحاب الإيراني الذي قلب المشهد السوري

2025.12.07 - 03:00
Facebook Share
طباعة

تمر سوريا اليوم بذكرى سقوط النظام السابق، في وقت تكشف فيه تفاصيل الانسحاب الإيراني المفاجئ عن أبعاد غير معروفة سابقًا للدور الذي لعبته طهران خلال سنوات الحرب الانهيار السريع للنظام لم يكن مجرد نتيجة للهجوم الذي قادته فصائل إسلامية بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع، إذ جاء نتيجة تحولات استراتيجية مفاجئة داخل بنية الدعم الإيراني، الأمر الذي قلب موازين القوى على الأرض وعجل بسقوط العاصمة دمشق خلال أيام قليلة، وفق تحقيقات وأفادات نقلتها وكالة "فرانس برس".

على مدى سنوات الحرب، لعبت إيران الدور الأبرز في دعم النظام عبر نشر قوات ومستشارين من الحرس الثوري إلى جانب مجموعات موالية لها مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وأفغانية ما خفي آنذاك كان حجم التراجع المفاجئ للوجود الإيراني قبل انهيار العاصمة.

ضابط سوري سابق خدم تحت إمرة الإيرانيين أفاد وكالة "فرانس برس" بأنه تلقى اتصالًا مساء الخامس من كانون الأول 2024 للحضور فجراً إلى مقر عمليات إيراني في حي المزة، حيث أُبلغ بقرار مفاجئ: "بعد اليوم، لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا… نحن مغادرون" صدرت أوامر عاجلة بحرق الوثائق الحساسة وسحب الأقراص الصلبة، وتم صرف راتب شهر مسبق للعناصر قبل عودتهم إلى منازلهم مذهولين من سرعة الأحداث.

الانسحاب شمل المستوى الدبلوماسي، إذ أكد موظفون سابقون في السفارة الإيرانية لإفادات وكالة "فرانس برس" أن المقر أُخلي بالكامل وغادر الدبلوماسيون إلى بيروت على عجل. في اليوم التالي كانت المراكز الأمنية الإيرانية في دمشق فارغة، وشهد معبر جديدة يابوس – المصنع ازدحامًا غير مسبوقًا لعبور ضباط وعناصر وعائلاتهم.

في الشمال، بعد سقوط حلب، عكست قواعد إيران في القسم الغربي من المدينة حجم الخسارة الاستراتيجية، إذ غادرت القوات مواقعها بسرعة دون القدرة على استعادة المبادرة، تاركة جوازات سفر وهوية وملفات شخصية خلفها. وفق شهادات قياديين ميدانيين تم إجلاء نحو أربعة آلاف مقاتل عبر قاعدة حميميم الروسية إلى طهران، بينما انسحبت مجموعات أخرى باتجاه لبنان والعراق.

مع قيادة حكومة الأسد السابقة المعركة الأخيرة دون حلفائها التقليديين، لم يستغرق الانهيار وقتًا طويلًا، ومع فجر الثامن من كانون الأول اختفى الوجود الإيراني بالكامل من دمشق، تاركًا النظام يواجه مصيره بمفرده.

اليوم، عشية الذكرى الأولى للسقوط، تظل خفايا الانسحاب الإيراني موضوع تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين دمشق وطهران، وما إذا كان القرار يعكس تبدلًا استراتيجيًا مسبقًا أم مجرد تخلٍ اضطراري تحت ضغط الأحداث المتسارعة، بينما تحاول القيادة الجديدة برئاسة أحمد الشرع تثبيت مرحلة سياسية ودبلوماسية مختلفة في سوريا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8