سوريا تربط أي تفاوض بانسحاب إسرائيل من أراضيها

2025.12.07 - 02:37
Facebook Share
طباعة

الموقف السوري الأخير يبرز حرص دمشق على تثبيت خطوط التفاعل مع الضغوط الإقليمية والدولية وضمان قدرتها على إدارة مسار أي مفاوضات محتملة مع إسرائيل. ربط أي ترتيب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي دخلتها بعد الثامن من كانون الأول يدل على حرص سوريا على تحديد حدودها وحماية مصالحها الاستراتيجية، وسط بيئة سياسية متقلبة وتعقيدات متنامية على مستوى المنطقة.

تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال منتدى الدوحة توضّح كيف تسعى دمشق لاستثمار المنصات الدولية لتعزيز موقفها وتحقيق أهدافها السياسية اعتماد لغة دبلوماسية وعقلانية في الحديث عن إسرائيل يعبر عن رغبة سوريا في الحفاظ على التزامها بالحلول السياسية مع التأكيد على أن أي تفاوض مرتبط بتحقيق شروطها الميدانية والسياسية قبل الدخول في أي حوار رسمي.

التركيز على الاستقرار الداخلي والأمن الإقليمي يبرز رؤية دمشق في الربط بين ضبط الدولة وإدارة الملفات الحساسة على المستويين الداخلي والإقليمي، السياسة السورية التي تتجنب الاصطفافات تهدف إلى زيادة قدرتها على المناورة بين القوى الإقليمية والدولية، واستثمار الدعم الدولي للوصول إلى أهداف استراتيجية بعيدة المدى، مع الحفاظ على القدرة على مواجهة أي ضغوط خارجية.

شرط الانسحاب يشكل اختبارًا جادًا لجدية إسرائيل ويحدد أسس أي مفاوضات مستقبلية. الموقف السوري أيضاً يبين الاستعداد للتعامل مع الظروف الدولية والإقليمية المعقدة، مع السعي لإظهار دور دمشق كلاعب رئيسي قادر على فرض شروطه ضمن إطار القانون الدولي والمجتمع الدولي.

من منظور تحليلي، موقف دمشق يظهر أن أي مسار تسوية لن يكون مجرد حوار رمزي، وانما مرتبط بقيود صارمة وحسابات دقيقة على الأرض. السياسة السورية تهدف إلى التوازن بين الحسم الداخلي والمرونة الدبلوماسية، بما يعزز مكانتها الإقليمية ويضمن دعمًا دوليًا مستمرًا، وسط منطقة تواجه تغيّرات سريعة وتحديات متعددة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10