تتزايد معاناة المهجّرين في مخيمات واشوكاني وسري كانيه، وفي مراكز الإيواء داخل مدينة الحسكة، نتيجة غياب شبه تام للخدمات الأساسية، وتراجع واضح في استجابة المنظمات الإنسانية الدولية لاحتياجاتهم، الأمر الذي يفاقم ظروفهم القاسية مع اشتداد الشتاء وتدهور أوضاع المأوى.
ويشير سكان المخيمات إلى أن الخيام التي يقيمون فيها لم تُبدّل منذ لحظة نزوحهم، وأنها أصبحت اليوم بالية وغير قادرة على مقاومة الأمطار والرياح، ما يؤدي إلى أضرار مادية وصحية لهم، ويجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة في ظل الظروف الجوية القاسية.
ويرى الأهالي أن أوضاعهم لم تتغير رغم التطورات السياسية الأخيرة، إذ لا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم، ويواجهون عراقيل أبرزها وجود قوى عسكرية تمنعهم من الرجوع، إضافة إلى بقاء منازلهم مأهولة من قبل وافدين من مناطق أخرى داخل سوريا، في حين يطالب السكان بإخلاء هذه المنازل وتأمين العودة الآمنة لأصحابها الأصليين.
كما يؤكد سكان المخيمات أن اشتداد الشتاء يعيد معاناتهم إلى نقطة الصفر كل عام، بسبب الخيام المهترئة وشوارع المخيمات المليئة بالوحل وغياب المتطلبات الأساسية للحياة. ويعتبر الأهالي أن الآمال التي رافقت التغييرات السياسية الأخيرة لم تتحول حتى الآن إلى خطوات عملية تضمن لهم حق العودة وإنهاء سنوات النزوح الطويلة.
ويشدّد المهجّرون على ضرورة تسريع تطبيق اتفاق العاشر من آذار باعتباره الإطار الذي يمكن أن يتيح عودتهم الآمنة إلى مناطقهم، ويؤمن حلًا لإنهاء استمرار معاناتهم داخل المخيمات. كما يطالبون بإنهاء جميع العراقيل العسكرية والإنسانية التي تحول دون استقرارهم مجددًا في ديارهم.
وتتفق آراء النازحين على أن استمرار تقاعس المنظمات الدولية عن توفير الدعم الأساسي يسهم في تعميق مأساة النزوح، ويجعل أوضاعهم أكثر هشاشة، في وقت يحتاجون فيه إلى تدخل عاجل لتأمين مقومات الحياة والحد من المخاطر الصحية والإنسانية التي تواجههم.