لبنان على طاولة مجلس الأمن: تقييم شامل للأمن والسياسة والإصلاحات

2025.12.06 - 06:52
Facebook Share
طباعة

أنهى وفد من أعضاء مجلس الأمن الدولي زيارته إلى لبنان بعد جولة على طول الخط الأزرق، وتخللتها لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، الزيارة جرى تنسيقها بمشاركة سفيري الدنمارك والجزائر، فيما حضر السفير الفرنسي الذي يتولى دور "حامل القلم" للقرار المتعلق بـ"اليونيفيل" الرئيس الحالي لمجلس الأمن، سفير سلوفينيا صاموئيل جبوغارد، قدّم الموقف الجماعي خلال تصريح إعلامي في بيروت، مشدداً على التزام المجلس بمتابعة الوضع في لبنان والمنطقة.

الوفد قضى يومين حافلين بالاجتماعات، التقى خلالها رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة، ووزير الخارجية وأجرى لقاءات مع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون وقائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو، إضافة إلى إحاطة من الجنرال الأميركي المعني بآلية وقف الأعمال العدائية كما شملت الزيارة جولات ميدانية على الخط الأزرق، وتفقد مواقع القوات الدولية والجيش اللبناني، ما ساعد على تكوين صورة مفصلة عن واقع الأرض والعمليات.

خلال النقاشات، تناول أعضاء الوفد الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، مع تركيز على قدرات الجيش اللبناني واحتياجاته من دعم خارجي يسمح له بتثبيت وجوده جنوب نهر الليطاني وقد تم تقدير الجهود التي تقوم بها اليونيفيل والانسكول في تخفيف التوتر والحفاظ على آليات التنسيق بين الأطراف المختلفة، ما يسهم في استقرار المنطقة وتقليل المخاطر على المدنيين.

مجلس الأمن شدد على تنفيذ القرار 1701 بالكامل، وأبدى اهتماماً بمستقبل اليونيفيل بعد عام 2026، وهو موضوع سيحتاج إلى نقاشات واسعة تستند إلى توصيات الأمين العام للأمم المتحدة الزيارة جاءت في وقت حساس، بعد تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في 26 تشرين الثاني 2024، لتعزيز التزام الأطراف بالتهدئة ومنع أي انتهاكات على طول الحدود.

على الصعيد الداخلي، لاحظت البعثة أهمية الإصلاحات المالية والمؤسساتية لتعزيز الثقة الدولية وتمهيد الطريق أمام دعم خارجي أكبر لجهود التعافي وإعادة الإعمار. جبوغارد أشار إلى أن تجاوب لبنان مع هذه المتطلبات سيفتح المجال أمام دعم أوسع من المجتمع الدولي ويساعد على تعزيز دور الدولة ومؤسساتها في مرحلة انتقالية حاسمة.

الزيارة سمحت بتقييم مستوى التنسيق بين الجيش اللبناني واليونيفيل، وأعطت صورة واضحة عن التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار، بما في ذلك الحاجة إلى تعزيز قدرات الجيش في مجالات التدريب والمعدات والانتشار المستدام. كما برزت أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها في مواجهة أي تهديدات خارجية محتملة، إلى جانب تعزيز آليات الحكم الرشيد والإصلاح المؤسسي لضمان استقرار طويل الأمد.

الوفد خرج بانطباع شامل عن الوضع اللبناني، مؤكداً أن استقرار لبنان مرتبط مباشرة بالتزام القوى المحلية بالتهدئة والتعاون مع المجتمع الدولي، وبقدرة الدولة على إدارة مؤسساتها بكفاءة، بما يتيح بيئة آمنة لإعادة الإعمار وتحقيق تنمية مستدامة الزيارة سلطت الضوء على الحاجة إلى دعم متواصل للجيش اللبناني وتعزيز دور اليونيفيل في مراقبة الحدود وحفظ الأمن، مع متابعة تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8