رسالة حاسمة من واشنطن لتحريك ملف الجنوب اللبناني
تلقّت بيروت رسالة جديدة من عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي موجّهة إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، تحمل لهجة واضحة تدعو الدولة اللبنانية إلى تنفيذ التزاماتها المرتبطة بنزع السلاح وفق قرار مجلس الأمن 1701، مع تأكيد أنّ أي تأخير في اتخاذ خطوات عملية يرفع مستوى المخاطر على الحدود الجنوبية ويعيد التوتر إلى مستويات يصعب احتواؤها لاحقًا.
الرسالة أشارت إلى أنّ لبنان أبدى التزامًا، عقب وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، ببدء مسار تدريجي يهدف إلى ترسيخ سلطة الدولة على كامل أراضيها، وفق جدول زمني اتُّفق عليه خلال مشاورات دولية وإقليمية معنية بالوضع الحدود ويرى الموقّعون أنّ البطء في التنفيذ يتيح للمجموعات المسلّحة استعادة تمركزها جنوب الليطاني، بما يضعف الجهود الرامية إلى تثبيت استقرار طويل الأمد ويؤثر مباشرة في مسار التهدئة.
كما لفتت الرسالة إلى أنّ استمرار خروج السكان من المناطق الحدودية وتأخّر مشاريع إعادة البناء يشكّلان دليلًا إضافيًا على الحاجة إلى خطوات حاسمة تُعيد الثقة وتؤهّل البيئة المحلية لعودة الحياة الطبيعية ويعتبر أصحاب الرسالة أنّ معالجة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في القرى الجنوبية ترتبط مباشرة بتطبيق العناصر الأساسية من القرار 1701، إضافة إلى إعادة تفعيل التنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وتناول أعضاء الكونغرس في رسالتهم الجانب الاقتصادي، معتبرين أنّ المسار الإصلاحي في لبنان يحتاج إلى بيئة مستقرة تُعزَّز خلالها سلطة المؤسسات الرسمية وتُضبط الحدود بشكل كامل كما شدّدوا على دعمهم للجيش اللبناني باعتباره الركيزة الأساس لوحدة البلاد والعنصر الأكثر قدرة على تنفيذ المهام الأمنية المرتبطة بإعادة بسط سلطة الدولة.
ايضاً أكّد الموقّعون استعدادهم لمساندة الحكومة اللبنانية في أي خطوات تُتخذ ضمن الإطار الدستوري والقرارات الدولية المعتمدة، مع الإشارة إلى أنّ واشنطن تراقب التطورات الميدانية والسياسية وتعتبر أنّ نجاح المرحلة المقبلة يتطلب تعاونًا مباشرًا بين مؤسسات الدولة والشركاء الدوليين وفي ختام الرسالة، شدّدوا على ضرورة تجنّب أي انزلاق قد يفتح الباب أمام مواجهة جديدة في المنطقة، ما يستدعي، وفق تعبيرهم، مبادرات لبنانية واضحة تعيد ضبط الوضع الحدودي وتمنح سكان الجنوب فرصة حقيقية للعودة والاستقرار.
