حراك لبناني جديد يرفع مستوى الشراكة مع قطر خارجياً

2025.12.06 - 02:22
Facebook Share
طباعة

تُظهر لقاءات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في منتدى الدوحة توجهاً واضحاً نحو إعادة بناء جسور التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، في لحظة دقيقة يعيشها لبنان على المستويات الاقتصادية والسياسية والمؤسساتية.
فلقاؤه مع المؤسس المشارك لـ“مايكروسوفت” بيل غيتس، وما تخلله من دعوة رسمية لزيارة لبنان مطلع العام المقبل، لا يقتصر على بعدٍ بروتوكولي، وانما يعكس مسعى لتوسيع دائرة التعاون في مجالات التكنولوجيا والصحة والتنمية، وهي مجالات لطالما شكّلت ثغرات أساسية في البنية اللبنانية، ويمكن لشراكة مع “مؤسسة غيتس” أن تفتح أمامها آفاقاً جديدة من الدعم والتمويل والابتكار.

أما اللقاء الذي جمع سلام بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فقد حمل تأكيداً على استمرارية الالتزام القطري بدعم لبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي هذا الالتزام ليس جديداً، لكنه يأتي هذه المرة في مرحلة حساسة تتطلّب من بيروت الحفاظ على شبكة دعمها العربية وسط ضبابية المشهد الداخلي.
ويُنتظر أن يُترجم هذا الدعم بمشاريع إنمائية واستثمارية قريبة تُسهم في استعادة الثقة الدولية بالاقتصاد اللبناني الذي ما زال يرزح تحت وطأة الانكماش المالي والشلل المؤسسي.

من جهة أخرى، يواصل سلام عبر هذه اللقاءات تكريس نهج دبلوماسي هادئ يقوم على الانفتاح والتوازن، في محاولة لاستعادة صورة لبنان كشريك جدّي في مسار الاستقرار الإقليمي.
كما يسعى إلى طمأنة المانحين بأن حكومته ماضية في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وفي تثبيت سلطة الدولة على كامل أراضيها، انطلاقاً من الجنوب، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة على الحدود.

توضح هذه التحركات إدراك سلام بأن الخروج من الأزمة اللبنانية لا يكون عبر المساعدات الطارئة فقط، بل عبر بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد، تُعيد الثقة بالمؤسسات وتعزّز فرص النمو.
وفي ظل التوازنات السياسية الدقيقة، يُمكن اعتبار الخطوة القطرية – ومعها الانفتاح على مبادرات التنمية الدولية – مؤشراً على عودة لبنان التدريجية إلى خريطة الاهتمام الدولي بعد سنوات من العزلة والانكفاء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5