واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستعمرون، اليوم الجمعة، سلسلة الاعتداءات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، مستهدفين المدنيين وأراضيهم الزراعية وممتلكاتهم، في سياق سياسة ممنهجة لإفراغ المناطق الفلسطينية من سكانها.
ففي خربة الزويدين ببادية يطا جنوب الخليل، منع الاحتلال المزارعين من فلاحة أراضيهم ورعي مواشيهم، ونصب المستعمرون خيمة فوق أراضٍ فلسطينية في حي جبل جوهر شرق المدينة وفي خربة يرزا شرق طوباس، اعتدى مستعمرون على المزارعين وكسّروا أشجار الزيتون، بالتزامن مع بدء موسم الزراعة البعلية.
كما أصدرت سلطات الاحتلال إخطارات لإزالة مئات أشجار الزيتون في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، لأشجار يزيد عمرها على 35 عامًا، في خطوة توصف بأنها تهدف للاستيلاء على الأرض لأغراض استعمارية. وفي مناطق أخرى، منعت قوات الاحتلال المواطنين في خربة ابزيق شمال شرق طوباس من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.
سياق متصل، استشهد المواطن بهاء عبد الرحمن راشد (38 عامًا) في قرية أودلا جنوب نابلس، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام القرية وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، فيما اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم مواطنًا من بيتا جنوب نابلس بعد اقتحام منازل عدة.
كما شهدت مناطق أم صفا شمال غرب رام الله إطلاق مستعمرين مواشيهم في أراضي المواطنين، وقطع خطوط مياه في خربة الدير بالأغوار الشمالية، وحرق مركبتين في قرية الطيبة شرق رام الله مع كتابة شعارات عنصرية، بالتزامن مع استعداد البلدة لاستقبال عيد الميلاد.
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، ووصفت استمرار الانتهاكات بحقهم بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان. ودعت المجتمع الدولي للتحرك العاجل لضمان حمايتهم وحقوقهم القانونية والإنسانية، مع التركيز على القائد الأسير مروان البرغوثي.
جاءت هذه الاعتداءات ضمن سلسلة متصاعدة تهدف إلى استهداف الوجود الفلسطيني، سواء عبر التضييق على المزارعين والاعتداء على الممتلكات، أو من خلال الاعتقالات والقتل، في مؤشر على تصعيد استراتيجي شامل في الضفة الغربية.