انتهاكات إسرائيلية تهدد اليونيفيل في الجنوب اللبناني

2025.12.05 - 10:53
Facebook Share
طباعة

تتّجه الأوضاع في جنوب لبنان نحو منحى أكثر حساسية بعد سلسلة التطورات الميدانية التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية، وسط مؤشرات على اهتزاز التفاهمات التي جرى تثبيتها خلال الأشهر الأخيرة. في هذا السياق، عبّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بـ"خروقات خطيرة" تهدد الاستقرار الهشّ على طول الخط الأزرق.

ففي بيان شديد اللهجة، كشفت "اليونيفيل" أنّ طائرات إسرائيلية شنّت غارات في نطاق انتشارها، مستهدفة مناطق في محيط محرونة والمجادل وبرعشيت، بالتزامن مع عمليات تنفذها القوات المسلحة اللبنانية لنزع الأسلحة والمنشآت غير القانونية جنوب البلاد واعتبرت البعثة الأممية أنّ ما جرى يندرج ضمن الانتهاكات الواضحة لقرار مجلس الأمن 1701، داعية الجيش الإسرائيلي إلى استخدام قنوات التواصل والارتباط بدلاً من التصعيد الميداني.

التوتر لم يقتصر على الغارات، إذ أفادت القوة الأممية أنّ ستة أشخاص يستقلّون دراجات نارية اقتربوا ليل الخميس من دورية تابعة لها قرب بنت جبيل، وأطلق أحدهم رصاصات باتجاه المركبة من دون تسجيل إصابات ورأت "اليونيفيل" في هذا السلوك اعتداءً غير مقبول يستوجب محاسبة الفاعلين، مشددة على مسؤولية السلطات اللبنانية في حماية عناصرها وضمان حرية تحركهم.

يرى مراقبون أنّ الحادثين معاً يعكسان مساراً مقلقاً قد يعيد الوضع جنوباً إلى مرحلة التوتر المفتوح، تحديداً مع تراجع ثقة المجتمع الدولي بمدى احترام الأطراف للالتزامات المترتبة عليهم بموجب القرار 1701. ففي الوقت الذي تواصل فيه البعثة الدولية رفع تقارير دورية حول الخروق الجوية والبرية، تبدو فرص تثبيت الهدوء رهينة بمدى استعداد الجانبين للعودة إلى قواعد الاشتباك التي أرسيت بعد عام 2006.

وتلفت أوساط دبلوماسية إلى أنّ مواصلة هذا النسق من الحوادث يهدد ما تحقق خلال الأسابيع الماضية على صعيد التفاهمات التي ساهمت في تخفيف المناخ الأمني ولذلك تدعو الأمم المتحدة الطرفين إلى احترام الالتزامات المتفق عليها في نوفمبر الماضي، مع التأكيد أن المسار الانحداري، إن استمر، قد يفتح الباب أمام مرحلة أكثر تعقيداً سياسياً وعسكرياً في الجنوب. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5