باراك: لبنان مدعو لمناقشة ملف حزب الله مع إسرائيل
يرى المبعوث الأميركي توم باراك أن الوقت حان للبنان لتجاوز المأزق السياسي الطويل المرتبط بـ«حزب الله»، وفتح حوار مباشر مع إسرائيل وهو ما يعكس استراتيجية الولايات المتحدة الرامية إلى تحويل الملفات المعقدة في الشرق الأوسط من مواجهات محتملة إلى قنوات دبلوماسية محددة. ويُعد موقف باراك انعكاسًا للتوجه الأميركي لتثبيت الاستقرار في المنطقة عبر فرض واقع جديد على الأطراف المعنية، حيث يجمع بين الضغط السياسي على لبنان وبين ضمان ألا تتوسع إسرائيل في عملياتها العسكرية.
وفي تصريحاته خلال مؤتمر في أبوظبي، دعا لبنان إلى طي صفحة الماضي وفتح مسار تفاوض مباشر مع إسرائيل، يشمل «حزب الله» كطرف محوري، مؤكدًا أن الحوار يمثل خطوة أساسية لتجنب أي تصعيد محتمل ويعكس هذا الموقف الأميركي قناعة بأن معالجة ملف حزب الله يجب أن تكون ضمن إطار تفاوضي متوازن، لا عبر المواجهة العسكرية أو التصعيد المستمر.
كما تناول المبعوث الأميركي ملف العقوبات الأميركية على سوريا، مشيرًا إلى أمل الإدارة الأميركية في رفع «قانون قيصر»، الذي كان يقيّد الصلات التجارية مع دمشق، بعد إعلان الرئيس ترمب رفع كافة العقوبات الأخرى على النظام السوري السابق يوضح الطرح رغبة واشنطن في إعادة ترسيخ دور دبلوماسي فعال لسوريا ضمن عملية استقرار إقليمية أشمل.
أما بالنسبة لغزة، فقد أكد باراك على استبعاد مشاركة تركيا في قوة الاستقرار الدولية المزمع تشكيلها، بسبب غياب الثقة المتبادلة، رغم أن العلاقات التركية مع حركة «حماس» قد تجعل مشاركتها مفيدة جزئيًا. جاء ذلك ضمن خطة المرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي تشمل انسحابًا إسرائيليًا من مناطق إضافية، نشر قوة دولية، وإطلاق هيكل حكم جديد بقيادة «مجلس السلام» وتكاد المرحلة الأولى من الاتفاق، بما فيها الإفراج عن معظم الأسرى والقتلى، تكتمل مع بقاء رفات أسير واحد فقط.
موقف المبعوث الأميركي يوضح استراتيجية أميركية متكاملة في المنطقة، تجمع بين ضبط التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، معالجة الملفات السورية، وإرساء استقرار غزة، مع الحفاظ على الدور الأميركي كوسيط رئيسي في العملية الدبلوماسية، وهو ما يشير إلى سعي واشنطن لفرض توازن جديد يمكّنها من السيطرة على مجريات الأحداث دون الانجرار إلى مواجهات عسكرية مباشرة.
