ماذا كشف أحدث استطلاع عن تحولات الأصوات في بعبدا؟

2025.12.04 - 02:27
Facebook Share
طباعة

وسط أجواء سياسية متوترة داخلياً ومؤشرات تحوّل إقليمي، تظهر بعبدا مرّة جديدة كمختبر حساس يقيس اتجاهات الشارع اللبناني فالتبدلات التي رصدها أحدث استطلاع من تقدّم لافت للقوات اللبنانية وتراجع قاسٍ للتيار، وصولًا إلى صعود آلان عون كلاعب مستقلّ، تؤشر إلى بداية إعادة رسم الخريطة السياسية داخل واحدة من أكثر الدوائر المختلطة تعقيدًا.

هذه التغيّرات لا تأتي بمعزل عن سياق أوسع: اهتزاز الثقة بالأحزاب التقليدية، ارتفاع نسبة اللامنتمين، وتزايد الأصوات المسيحية الخارجة من الاصطفافات الحادة ومع ثبات الكتلة الشيعية واستقرار وضع الاشتراكي، يصبح المشهد أكثر قابلية لإعادة توزيع مراكز القوة. هذا ما يجعل الاستطلاع الجديد محطة مفصلية لا يمكن التعامل معها كحدث تقني، بل كإشارة أولى لتحول سياسي أعمق قد يمتد إلى ما بعد انتخابات 2026.

وفق الاستطلاع الذي أعدّه الخبير كمال فغالي في تشرين الثاني 2025، رسم صورة جديدة لتوازنات بعبدا، وصولًا إلى السيناريوهات الأكثر ترجيحًا في الاستحقاق المقبل.

تقدّم القوات وتراجع التيار… تبدّل جذري داخل الشارع المسيحي

يُظهر الاستطلاع تقدّم القوات اللبنانية بنحو 8 نقاط، مقابل تراجع يقارب 50% للتيار الوطني الحر هذا التراجع لا ينعكس في حجم الناخبين الذين لم يعودوا يحدّدون مرشحًا تفضيليًا داخل التيار، إذ بلغت نسبتهم 52.5% من المستطلعين كما تكشف الأرقام ارتفاع نسبة “اللا أحد” و”لا جواب” في تحديد الانتماء السياسي إلى أكثر من 60%، ما يشير إلى أزمة تمثيل واضحة داخل البيئة المسيحية في بعبدا.

صعود آلان عون… لاعب مستقلّ يعيد خلط الأوراق

أبرز مفاجآت الاستطلاع هي صعود آلان عون كقوة مستقلّة قادرة على جذب شريحة واسعة غير حزبية الأرقام تظهر أنّ 51% من الذين اختاروه لا يحددون أي انتماء سياسي، و33.3% يرونه امتدادًا مختلفًا داخل التيار الوطني الحر، فيما جاءت 78.4% من أصواته من الناخبين المسيحيين، ما يضعه في قلب معادلة الحواصل المتوقعة ويمنحه وزنًا تفاوضيًا جديدًا في أي تحالف محتمل.

ثبات الثنائي الشيعي واستقرار الاشتراكي:

يحافظ الثنائي الشيعي على كتلته الصلبة بنسبة 81% من أصوات الناخبين الشيعة، ويحتل المرتبة الأولى بنسبة 12.1% في الأصوات التفضيلية الحزب التقدمي الاشتراكي يسجّل ثباتًا مقارنة بانتخابات 2022، مع ارتفاع نسبة المتحفّظين داخل الشريحة الدرزية.

الصوت التفضيلي… مشهد متقلب

ترتيب المتصدرين يشير إلى بيار بو عاصي بنسبة 8.8%، يليه هادي أبو الحسن 5.4%، ثم آلان عون 5% وعلي عمار 4.1%. وتُظهر الأرقام استمرار التشتّت المسيحي مقابل ثبات الكتل غير المسيحية.

التوجّهات السيادية… الدولة الموحّدة أولًا

الاستطلاع يبيّن أنّ 67.6% يفضّلون الدولة الموحدة مقابل 13.2% يؤيدون الفيدرالية، وهي نسبة ترتفع داخل الشريحة المسيحية اما في ملف التطبيع رفض 56% إقامة علاقات مع إسرائيل مقابل 17.7% أيّدوا، مع تسجيل أعلى نسب التأييد لدى الموارنة.

 

الحواصل المتوقعة… معركة لائحتين

تحليل فغالي يشير إلى أنّ التحالف الأقوى هو القوات + الاشتراكي (2.5 حاصل)، يليه الثنائي + آلان عون (2.2 حاصل)، في حين أي تحالف بين التيار الوطني الحر والمجتمع المدني والكتائب يبقى بحاصل واحد فقط السيناريو الأقرب هو تكرار مشهد انتخابات 2022 مع إعادة توزيع المقاعد، لكن بصعود آلان عون كلاعب جديد نتيجة اهتزاز التيار الوطني الحر داخل بيئته المسيحية، ما يعيد رسم الخريطة الانتخابية في بعبدا بطريقة مختلفة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5