أثارت قضية القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي اهتماماً دولياً واسعاً بعد أن أطلقت مجموعة تضم أكثر من 200 شخصية ثقافية وفنية رسالة جماعية مفتوحة طالبت بالإفراج عنه من السجون الإسرائيلية الرسالة تناولت وضعه القانوني والسياسي، وأبرزت التضامن العالمي مع قضايا حقوق الإنسان في فلسطين، في وقت يزداد فيه الاهتمام الدولي بمصير الأسرى الفلسطينيين وسبل حماية حقوقهم.
شملت قائمة الموقعين كتّاباً ومفكرين وفنانين عالميين مثل مارغريت أتوود، فيليب بولمان، زادي سميث، وآني إرنو، إضافة إلى ممثلين مثل إيان ماكيلين، بينيديكت كومبرباتش، تيلدا سوينتون، جوش أوكونور، ومارك روفالو كما تضمنت الموسيقيين ستينغ، بول سايمون، بريان إينو، وآني لينوكس، إلى جانب الإعلامي ولاعب كرة القدم السابق غاري لينيكر، والمقدم والممثل ستيفن فراي، والفنان آي وي وي، والمخرج ريتشارد آيرون، ورجل الأعمال ريتشارد برانسون.
مروان البرغوثي (66 عاماً) معتقل منذ عام 2002، ويحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات و40 عاماً خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، خضع لعدة عمليات نقل وعزل متكررة وصولاً إلى نقله إلى عزل سجن مجدو على مدار السنوات الماضية، ارتفع اسمه كأحد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية الفلسطينية، إذ أظهرت استطلاعات الرأي تفوقه في حال ترشحه للرئاسة الفلسطينية أمام الرئيس محمود عباس.
حملة المطالبة بالإفراج عنه تحاكي تأثير الثقافة والفنون على السياسة العالمية، كما حدث في قضية نيلسون مانديلا وإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وذكر مانديلا عام 2002 أن ما يحدث لمروان البرغوثي مشابه لما مرّ به هو شخصياً.
في الرسالة المفتوحة، أكد الموسيقي البريطاني بريان إينو قدرة الأصوات الثقافية على تغيير مسار السياسة، وأضاف: "التاريخ يوضح أن التضامن الدولي قادر على منح الأمل. الإفراج عن البرغوثي يمثل نقطة تحول في هذا النضال الطويل". كما قالت الروائية والمحامية البريطانية-الفلسطينية سلمى الدباغ إن محاكمته صورية، وأوضح الاتحاد البرلماني الدولي أن المحاكمة شابتها عيوب جسيمة، وأن إطلاق سراحه يمنح الفلسطينيين حرية اختيار قيادتهم.
ايضاً جاء في نص الرسالة أن الموقعين يشعرون بقلق بالغ تجاه استمرار اعتقال البرغوثي، وسوء معاملته والعنف الذي يتعرض له، إضافة إلى إنكار حقوقه القانونية أثناء السجن ودعوا الأمم المتحدة وحكومات العالم للعمل الفعلي لإطلاق سراحه.
يتوقع مراقبون أن يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج عنه ما لم تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً قوية، وقد دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتنياهو إلى زيارة مرتقبة للبيت الأبيض، مشيراً إلى أن البرغوثي من الشخصيات التي يمكن للفلسطينيين التوحد خلفها، مما يزيد من حساسية قضيته سياسياً.
الحملة الدولية تبرز دور الشخصيات الثقافية والفنية في رفع مستوى الوعي العالمي، وتسلط الضوء على أهمية التضامن مع حقوق الأسرى الفلسطينيين، وتضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي والاتفاقيات الإنسانية، كما تظهر قدرة المجتمع المدني على التأثير في المسارات السياسية وتحقيق نتائج ملموسة.