ماوراء طلب واشنطن لاستعادة قنبلة الضاحية الجنوبية؟

2025.12.01 - 10:58
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن توجيه الولايات المتحدة طلباً رسمياً وسريعاً إلى الحكومة اللبنانية لاسترجاع قنبلة ذكية من طراز GBU-39B سقطت في الضاحية الجنوبية دون انفجار خلال الضربة التي استهدفت هيثم علي طبطبائي. وجود هذه الذخيرة المتطورة في مكان الحادثة أثار قلقاً أميركياً وإسرائيلياً نظراً لحساسيتها التقنية ودورها في العمليات الدقيقة التي تعتمدها واشنطن وتل أبيب.

أهمية الذخيرة المتطورة في الحسابات العسكرية:

تُصنَّف القنبلة GBU-39B ضمن أكثر الأسلحة دقة في الترسانة الأميركية، إذ تعتمد على منظومات توجيه متقدمة تمنحها قدرة عالية على إصابة أهداف محدّدة سقوطها دون انفجار وضع واشنطن أمام احتمال وصولها إلى جهات قادرة على تحليل مكوناتها الإلكترونية والاستفادة من تقنياتها، ما خلق حالة استنفار لتحييد هذا الخطر.

القنبلة تحمل تكنولوجيا حساسة تم تطويرها خلال سنوات طويلة، وتمنح مطلقيها قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة في بيئات معقدة، الأمر الذي يجعل فقدانها في ساحة مفتوحة مسألة لا تسمح بها الولايات المتحدة.

الهواجس الأميركية تجاه إيران وروسيا:

تتحرك واشنطن بضغط مرتفع خشية انتقال الصاروخ إلى إيران عبر حزب الله، ما يتيح لطهران فرصة تفكيكها ودراسة تقنياتها لتعزيز قدراتها العسكرية القيادة الأميركية تخشى أيضاً دخول روسيا في هذا المسار، خاصة في ظل حاجة موسكو المتزايدة لفهم منظومات التوجيه الأميركية لتطوير قدرات مضادة، وهو ما يرفع مستوى التوتر في الساحة الدولية.

تلك الهواجس دفعت الإدارة الأميركية إلى التواصل السريع مع الجانب اللبناني ومحاولة منع أي طرف معادٍ لها من الوصول إلى هذه التكنولوجيا الحساسة.

الحكومة اللبنانية أمام وضع معقد:

يرى مراقبون أن الطلب الأميركي يضع الحكومة اللبنانية أمام معادلة دقيقة، إذ يتقاطع مع قضايا تتعلق بالسيادة وحرية القرار الداخلي وتواجه الحكومة ضغوطاً سياسية متزايدة تتعلق بعلاقتها بالولايات المتحدة، إضافة إلى الانقسام الداخلي حول طريقة التعامل مع الملفات المتعلقة بحزب الله.

التعاطي مع هذا الملف يندرج ضمن سياق أوسع يشمل التوترات الأمنية جنوب لبنان والضغوط الاقتصادية والسياسية التي ترافق المرحلة، ما يعقّد أي قرار رسمي يصدر عن السلطات اللبنانية.

موقف حزب الله وتوظيف الحدث سياسياً:

حزب الله لا ينظر إلى الأمر من زاوية تقنية فحسب، إذ يلوّح باستخدام القضية في المسار السياسي والإعلامي عبر إبراز دور الولايات المتحدة في الضربات الإسرائيلية كذلك يعتبر الحزب أن الاستجابة للطلب الأميركي تمثل خضوعاً لضغوط خارجية ومسّاً بالسيادة الوطنية.

وجود القنبلة في منطقة تخضع لنفوذه يمنح الحزب هامش حركة واسعاً، سواء من خلال التعامل معها أو من خلال إدراجها في سياق المواجهة السياسية والإعلامية مع الولايات المتحدة.

ارتباط الحدث بالمشهد الإقليمي الواسع:

يتزامن الملف مع تحركات دولية وإقليمية تشمل تهديدات إسرائيلية متصاعدة تجاه لبنان، إضافة إلى نقاشات سياسية داخلية حول ملفات مثل الحدود البحرية وزيارة البابا تداخل هذه التطورات مع قضية القنبلة غير المنفجرة يضع الحدث ضمن سياق إقليمي حاد تتشابك فيه الحسابات الأمنية والدبلوماسية.


طلب استعادة القنبلة يشكل جزءاً من صراع دولي يدور فوق الساحة اللبنانية، حيث تتداخل الحسابات الأمنية مع التوازنات السياسية ومع استمرار التوترات الإقليمية والمحلية، يتحول هذا الملف إلى أحد أبرز العناصر التي تؤثر في موقع لبنان داخل خريطة الصراعات المحيطة به، وسط ترقب لموقف رسمي لبناني يحدد مسار المرحلة المقبلة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6