أعلنت قيادة "الحرس الوطني"، المدعومة من الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، عن اعتقال عدد من الشخصيات التي وصفتها بـ"الخونة والمتآمرين" في محافظة السويداء، خلال عملية أمنية قالت إنها "دقيقة" و"سريعة" و"حاسمة"، يوم السبت 29 من تشرين الثاني 2025.
البيان الرسمي للحرس الوطني
أصدرت قيادة "الحرس الوطني" بيانًا في وقت متأخر من مساء السبت، أعلنت فيه كشف ما وصفته بـ"مؤامرة دنيئة وخيانة عظمى"، زعمت تورط مجموعة من "المتخاذلين والعملاء" بالتنسيق مع الحكومة السورية وبعض الأطراف الخارجية. وأكد البيان أن الهدف من هذه المؤامرة هو تنفيذ خرق أمني داخلي "خطير"، يمهد لهجوم "بربري" على محافظة السويداء وأهلها، مقابل "حفنة من الأموال الملوثة بالخيانة".
حملة الاعتقالات
نفذت قوات "الحرس الوطني" منذ مساء الجمعة 28 وحتى مساء السبت، عمليات اعتقال طالت شخصيات بارزة في المحافظة، بينها الشيخان الدرزيان رائد المتني ومروان رزق وعاصم أبو فخر وغاندي أبو فخر، وشخص آخر من عائلة الصفدي، بحسب ما نقل مراسل عنب بلدي.
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر عمليات تعذيب وإهانة طالت الشيخ رائد المتني، تضمنت حلق شوارب ووجهه لشتائم. كما أظهرت وسائل إعلام محلية مثل "السويداء 24" انتشارًا لقوات الحرس على المداخل الرئيسية والطرقات بالتزامن مع حملة الاعتقالات، مشيرة إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى خمسة أشخاص، منهم رائد المتني وعاصم أبو فخر، دون ذكر باقي الأسماء.
ردود فعل الحرس الوطني
اعتبر "الحرس الوطني" أن هذه المؤامرة تمثل "طعنة غادرة في خاصرة الجبل"، ومحاولة "خسيسة" لضرب صمود أهالي السويداء وإرادتهم الحرة.
كما أعلن الحرس، في بيان ثانٍ، توقيف عنصرين من منتسبيه لارتكابهما تصرفًا مخالفًا للانضباط العسكري و"منافيًا" للعادات والتقاليد أثناء عملية الاعتقال، مؤكدًا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وفق الأنظمة الداخلية والقوانين العسكرية لضمان حفظ النظام والانضباط المؤسساتي.
تداعيات حملة الاعتقالات
أفاد مدير الأمن في مدينة السويداء، سليمان عبد الباقي، أن منزله ومنازل أقاربه تعرضت للسرقة والتدمير من قبل عناصر الحرس الوطني. وأضاف أن المحافظة تحولت إلى مسرح "لعصابات الخطف والسرقة والمخدرات"، التي تستهدف النساء والأطفال وتنفذ هجماتها من مسافات بعيدة لتجنب المواجهة المباشرة.
من جهة أخرى، أشارت حسابات داعمة للحرس الوطني إلى أن سبب الاعتقالات يعود لمحاولة انقلاب ضد الشيخ حكمت الهجري.
الإعلامي المقرب من الهجري، ماهر شرف الدين، أكد على صفحته في "فيسبوك" أن المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات أمنية خطيرة في السويداء، تشمل اغتيال شخصيات قيادية، وتفجير سيارات مفخخة، وزرع عبوات ناسفة في الأماكن العامة والمزدحمة.
خلفية الحرس الوطني وأحداث السويداء السابقة
تأسس "الحرس الوطني" في 23 آب 2025 بمباركة حكمت الهجري، ويضم فصائل محلية في السويداء. جاء تشكيله بعد أكثر من شهر من توترات بين فصائل محلية وقوات حكومية وعشائر بدوية، بدأت في 12 تموز 2025 على خلفية عمليات خطف متبادلة بين حي المقوس وأبناء الطائفة الدرزية.
تطور النزاع إلى اشتباكات متبادلة، تدخلت الحكومة السورية فيها في 14 تموز، لكنها ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع الفصائل المحلية للرد، بما فيها تلك المتعاونة سابقًا مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 تموز، انسحبت القوات الحكومية من السويداء بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، تلاها انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. بعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية يقضي بوقف العمليات العسكرية.