شهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” خلال شهر تشرين الثاني 2025 تصعيدًا واسعًا في عمليات تنظيم “الدولة الإسلامية”، في مؤشر واضح على استمرار نشاط خلاياه وقدرتها على التمدد في الفراغات الأمنية، مستفيدةً من الطبيعة الجغرافية الوعرة للأرياف، وتراجع مستوى ضبط الأمن في بعض المناطق.
ورغم خسارة التنظيم لآخر معاقله عام 2018، فإن نشاطه لا يزال يتجدد عبر عمليات اغتيال، وتفجيرات، وكمائن، واستهداف مركبات وصهاريج النفط، إلى جانب تهديد المدنيين وفرض الإتاوات عليهم لتمويل نشاطه.
نفّذ التنظيم خلال الشهر 20 عملية موزعة على المناطق التالية:
19 عملية في دير الزور، أدت إلى مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي وإصابة آخر.
عملية واحدة في الحسكة.
وفيما يلي عرض تفصيلي كامل لكل عملية، وإعادة تحرير شاملة للمعطيات العسكرية والميدانية.
أولاً: تفاصيل الهجمات في دير الزور والحسكة
2 تشرين الثاني – هجوم على حاجز الصنور (أبو حمام)
شهد محيط حاجز الصنور التابع لقسد في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور استهدافًا بقذيفة RPG أطلقها مسلحون من التنظيم، تبعها اشتباك كثيف بالأسلحة الرشاشة دون تسجيل خسائر بشرية.
3 تشرين الثاني – إطلاق نار على منزل مسؤول مدني (جديدة عكيدات)
أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار على منزل مدير المواصلات في بلدة جديدة عكيدات، دون وقوع إصابات.
4 تشرين الثاني – استهداف نقطة عسكرية (ذيبان)
تعرضت نقطة لقسد في بلدة ذيبان لقذيفة RPG أطلقها عناصر من التنظيم، ما أدى لاندلاع اشتباك محدود انتهى دون خسائر.
5 تشرين الثاني – هجوم وابتزاز تاجر (الطكيحي)
استهدف عناصر من التنظيم منزل ومحال تاجر في بلدة الطكيحي برشقات نارية، واندلع اشتباك بين الطرفين.
ترك المهاجمون رسائل خطية تطالبه بدفع “الزكاة” للتنظيم عبر رقم تواصل مرفق بالرسالة.
7 تشرين الثاني – استهداف صهريج نفط قرب حقل العزبة
أطلق عناصر من التنظيم النار على صهريج نفط قرب حقل العزبة شمال دير الزور، قبل انسحابهم دون إصابات.
8 تشرين الثاني – عبوة ناسفة على طريق السوسة
انفجرت عبوة ناسفة زرعتها خلايا التنظيم تزامنًا مع مرور دورية لقسد، دون وقوع إصابات.
13 تشرين الثاني – استهداف صهريجين (الطيحكي – الشحيل)
في قرية الطيحكي: أضرار مادية بصهريج نفط دون إصابات.
في بلدة الشحيل: إصابة سائق صهريج بجروح متفاوتة.
16 تشرين الثاني – محاولة اغتيال في الباغوز
أطلق مسلحون النار على متعاون مع “قسد” أثناء قيادته سيارته في بلدة الباغوز، واقتصرت الأضرار على الماديات.
16 تشرين الثاني – مقتل عنصر أسايش
قُتل عنصر من قوى الأمن الداخلي بعد استهدافه بالرصاص على طريق محيميدة – المعامل.
16 تشرين الثاني – استهداف مركز أمني في ذيبان
هاجمت خلايا التنظيم مركزًا للأسايش بالرشاشات، وردت العناصر على الهجوم دون إصابات.
18 تشرين الثاني – استهداف حاجز الأسايش (البصيرة)
أطلق عناصر التنظيم النار على حاجز للأسايش في بلدة البصيرة، وردت عناصر الحاجز بإطلاق نار مماثل.
19 تشرين الثاني – استهداف عربة للشبيبة الثورية
فتح مسلحان النار على عربة في دوار الحلبية شمال دير الزور، دون خسائر.
20 تشرين الثاني – هجوم مسلح على نقطة عسكرية (ذيبان)
استهدفت خلايا التنظيم نقطة لقسد بالأسلحة الرشاشة، وانسحبت دون تسجيل خسائر.
21 تشرين الثاني – ثلاثة هجمات متزامنة
ذيبان: استهداف نقطة أمنية بقذيفة صاروخية واندلاع اشتباكات.
أبريهة: هجوم بالأسلحة الرشاشة على حاجز للأسايش.
السوسة: هجوم على نقطة “العرقوب” تلاه دوي انفجارات.
24 تشرين الثاني – هجوم مزدوج في جديد عكيدات والجفرة
جديد عكيدات: إصابة عنصر من قسد باستهداف سيارته.
طريق حقل الجفرة: استهداف سيارة عسكرية دون خسائر بشرية.
28 تشرين الثاني – استهداف عربة عسكرية (محميد)
أُطلقت قذيفة RPG على عربة قسد في بلدة محميد، تلاها اشتباك دون خسائر.
ثانياً: تدريبات عسكرية مكثّفة للتحالف وقسد
شهد تشرين الثاني واحدًا من أكبر أشهر التدريب العسكري في قواعد الحسكة والرقة، حيث نفذت القوات المشتركة مناورات ضخمة تضمنت:
استخدام الذخيرة الحية
الرمي المدفعي والصاروخي
تشغيل أنظمة دفاع جوي
محاكاة هجمات معادية باستخدام أنظمة PACFIRE
تدريبات ليلية باستخدام مدرعات “برادلي”
إنزال قوات وعمليات محاكاة للسيطرة على مواقع
أبرز المحطات:
2 تشرين الثاني: تدريبات كبيرة في معسكر الطلائع (الحسكة).
11 – 13 – 17 – 18 – 21 تشرين الثاني: سلسلة مناورات في قاعدة قسرك باستخدام أسلحة حديثة ورادارات.
25 تشرين الثاني: مناورة ليلية ضخمة شملت استهداف أهداف وهمية.
30 تشرين الثاني: تدريبات مشتركة ليلية على تنسيق العمليات.
ثالثاً: تعزيزات جوية – 16 طائرة شحن خلال شهر واحد
شهدت قواعد التحالف في الحسكة والرقة نشاطًا جويًا غير مسبوق، حيث هبطت 16 طائرة شحن أمريكية محمّلة بـ:
أنظمة رادار
دفاع جوي
منصات صواريخ
أسلحة ثقيلة
أجهزة مضادة للمسيرات
ذخائر متعددة
تعزيزات من الجنود
وهبطت الطائرات على مدار الشهر في قواعد:
قسدرك – خراب الجير – الشدادي – الرقة
أبرزها عمليات يوم 20 و21 و28 تشرين الثاني التي شهدت دخول معدات نوعية.
رابعاً: تعزيزات برية – دخول 90 شاحنة عسكرية
دفعت قوات التحالف بـ 90 شاحنة من معبر الوليد خلال الشهر، تضمنت:
مدرعات
صناديق إمداد مغلقة
صهاريج وقود
أسلحة وذخائر
معدات هندسية
أنظمة اتصالات
كانت أكبر الأرتال بتاريخ 12 و20 و30 تشرين الثاني.
خامساً: عمليات اعتقال خلايا التنظيم
نفذت القوات المشتركة بين قسد والتحالف الدولي 8 عمليات أمنية أدت إلى اعتقال:
5 عناصر في الرقة
5 عناصر في دير الزور
أكثر من 4 عناصر في الحسكة
بينهم قيادي عراقي بارز مسؤول عن إعادة تفعيل بنية التنظيم في مخيم الهول.
أبرز العمليات:
1 تشرين الثاني: مداهمة في عين عيسى – اعتقال خلية من الشحيل.
7 تشرين الثاني: عملية في ريف دير الزور الشمالي – مصادرة أسلحة ووثائق.
8 تشرين الثاني: اعتقال قيادي “أبو عبد الرحمن” في مخيم الهول.
18 تشرين الثاني: إنزال جوي في ريف الرقة – اعتقال “أمير” خلية.
23 و25 تشرين الثاني: حملات مداهمة واسعة في الحسكة ومراط.
سادساً: جولات ميدانية ودوريات مشتركة شرق الفرات
شهدت مناطق الإدارة الذاتية نشاطًا ميدانيًا كبيرًا شمل:
جولات استطلاع على خطوط التماس مع الفصائل المدعومة من تركيا
دوريات بين الدرباسية وأبو راسين
زيارات لمشافٍ ومقرات عسكرية
تفقد منشآت خدمية
جولات استطلاعية في المالكية
انتشار مكثف في الرقة وريفها
دوريات على الطريق الدولي M4
سابعاً: تحركات في مناطق الحكومة الانتقالية
سُجلت نشاطات لافتة لقوات التحالف في:
مطار السين في القلمون
تدمر وشرق حمص
بادية السويداء
إلى جانب حادثة استهداف راعٍ أطلق النار على مروحيات التحالف قرب جبل العمور.
كما منعت القوات المحلية رتلًا للتحالف من العبور إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية بنهاية الشهر.
ثامناً: نشاط خلايا التنظيم داخل مناطق الحكومة الانتقالية
ظهرت شعارات تهديدية للتنظيم على جدران:
قلعة حماة
قرية غدير بستان بالقنيطرة
ما يعكس محاولات التنظيم إثبات حضوره الرمزي في تلك المناطق رغم الحملات الأمنية.
خاتمة
يظهر من مجمل المعطيات أن تشرين الثاني 2025 كان أحد أكثر الأشهر نشاطًا بالنسبة لتنظيم “الدولة الإسلامية” منذ سنوات، بالتوازي مع توسع ملحوظ في عمليات التحالف الدولي وتعزيزاته العسكرية، ما يعكس:
وجود مخاوف من اتساع نشاط خلايا التنظيم
سعي التحالف لرفع الجاهزية القتالية
تعزيز البنية اللوجستية لقواعده
استعدادات قد ترتبط بمرحلة عملياتية جديدة شرق الفرات