اغتيال القيادي هيثم الطبطبائي زاد المخاوف من حرب إسرائيلية جديدة على لبنان، مما دفع سكان الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب البلاد للبحث عن مساكن بديلة في جبل لبنان. الطلب على الشقق خارج مناطق النفوذ شهد ارتفاعاً لافتاً خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن أظهرت الغارة الأخيرة في الضاحية أن مواقع السكان معرضة للاستهداف في أي تصعيد محتمل
ساهمت تصريحات الإعلام الإسرائيلي حول مهل يُمنح فيها حزب الله لتسليم سلاحه في زيادة شعور السكان بالحاجة إلى الاستعداد النفسي والمادي لأي تطور أمني مفاجئ، أعداد كبيرة من العائلات لجأت إلى استئجار شقق صغيرة في مناطق مثل كسروان وجبيل، مع ارتفاع أسعار الإيجارات بما يقارب خمسين بالمائة في بيروت، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام
الخيارات المتاحة للشراء محدودة، لكن هناك من بدأ بيع بيوته لمغادرة الضاحية نهائياً، في ظل غياب إحصاءات رسمية دقيقة، ما يجعل تقدير حجم الظاهرة صعباً، وفق السوق العقاري الطلب على الإيجارات بعد توقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 ارتفع بشكل كبير، قبل أن يتراجع بنحو 80% في فترة الربيع، لكنه لم يتوقف، مع استئناف النشاط بوتيرة متزايدة في الأسابيع الأخيرة الأسعار تتراوح بين 300 و600 دولار شهرياً، الطلب يركز على توفير ملاذات آمنة، بعيداً عن المناطق المعرضة للخطر، حيث تصبح القدرة على الانتقال السريع إلى مأوى بديل عنصراً أساسياً عند اختيار الشقة.
الضغوط النفسية والاجتماعية تزداد يوماً بعد يوم، مع الشعور الدائم بالخطر، إذ يعاني السكان من حرب نفسية قبل اندلاع أي مواجهات فعلية الطائرات المسيّرة والتحذيرات الإعلامية تجعل جزءاً من المجتمع يعيش حالة استعداد دائم، بينما يتحمل جزء آخر أعباء مالية غير متناسبة مع الدخل، فقط لضمان خطة بديلة في حال تصاعد التوتر.
رغم محاولات الاستقرار، يبقى الخوف السائد عنصراً مؤثراً في القرارات اليومية للسكان، ويدفع العديد منهم للبحث عن حماية إضافية بعيداً عن الضاحية، في ظل احتمالات تصعيد محتملة تؤثر على حياة السكان ومستوى الأمن الشخصي والعائلي.