الطريق السريع للتهريب: كيف يسمح الجيش الإسرائيلي بمرور المخدرات والأسلحة؟

2025.11.21 - 02:01
Facebook Share
طباعة

تتعرض الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر منذ أشهر لضغوط أمنية غير مسبوقة، مع انتشار عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الطائرات المسيرة، في مشهد يبرز فشل الجيش الإسرائيلي المتكرر في ضبط الوضع.
وفق موقع "كيكار هاشبت" الإسرائيلي، أكد آباء مجندات في وحدة "عوتصفات أدم" أن بناتهن تلقين تعليمات بعدم الإبلاغ عن كل حادثة تهريب، ما يعكس غياب رقابة فعّالة وسيطرة محدودة على الحدود التي تحولت إلى ممر مفتوح للتهريب.

وأوضح الآباء أن هذه التعليمات صدرت نتيجة تكرار الحوادث بشكل مستمر، إذ أصبح تسجيل كل محاولة تهريب غير عملي، بحسب ما نقل عن الجنود المراقبات اللواتي أبلغن عائلاتهن بعدم ضرورة الإبلاغ عن كل رحلة طائرة مسيرة.
في الوقت ذاته، تحولت الحدود إلى ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ"الطريق السريع للتهريب"، حيث يستخدم المهربون الطائرات المسيرة بنجاح لنقل المخدرات والأسلحة دون رادع حقيقي من الجيش الإسرائيلي.

ورغم نفي الجيش الإسرائيلي رسميًا وجود مثل هذه التعليمات، وادعائه أنه يحاول إحباط ما يعرفه فقط من محاولات التهريب، فإن الواقع الميداني يشير إلى العكس. الحدود الممتدة نحو 200 كيلومتر تظل مفتوحة أمام آلاف عمليات التهريب، وهو ما يعكس فشل الاحتلال في حماية أمنه الداخلي، ويكشف تهاون القيادة العسكرية في مواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.

ولمحاولة الحد من الأزمة، شن جهاز الشاباك، بدعم من الجيش وحرس الحدود والشرطة، حملة مكثفة في قرية بير الهدج ضد شبكات التهريب عبر الطائرات المسيرة، بينما عقدت وحدة "عوتصفات أدم" اجتماعات موسعة لتنسيق جهود الأجهزة المختلفة ووضع خطط مشتركة. لكن هذه الإجراءات تبقى غير كافية أمام حجم الانفلات، ما يثبت أن الجيش الإسرائيلي يفتقر إلى الإرادة والوسائل اللازمة لوقف عمليات التهريب، بينما يتحمل المدنيون وطأة هذا الفشل الأمني.

وسائل الإعلام العبرية تؤكد أن الأزمة على الحدود لم تعد مجرد إخفاق إداري، بل سياسة صمت اختياري تسمح بمرور عمليات التهريب دون محاسبة حقيقية، فيما يستمر الاحتلال في إنكار الحقائق عبر بيانات رسمية لا تعكس حجم المشكلة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1