تفاقمت الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية اليوم، بعدما ألقت القوات الإسرائيلية قنبلة دخانية باتجاه ساحة العين في بلدة العديسة، في خطوةٍ وصفت بأنها استمرار لسلسلة الاعتداءات المتصاعدة على المناطق الحدودية.
وفي إجراء موازٍ، حلّقت طائرة إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدة الظهيرة في قضاء صور، وألقت قنبلة صوتية في اتجاه البلدة من دون وقوع إصابات.
امتدت هذه الاعتداءات لتطال منطقة أخرى في مرج مدينة الخيام، حيث ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية تجاه أحد رعاة الماشية، من دون تسجيل إصابات، ما رفع منسوب القلق لدى السكان الذين يعانون من تكرار عمليات الترهيب الجوي.
أصدرت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه بياناً شديد اللهجة أكدت فيه أن العدو الإسرائيلي يصر على انتهاكاته للسيادة اللبنانية، مسبباً زعزعة للاستقرار ومعرقلاً استكمال انتشار الجيش في الجنوب.
وأشارت القيادة إلى أن أحدث هذه الاعتداءات هو استهداف دورية تابعة لـ قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل بتاريخ 16/11/2025، واعتبرت أن هذه الأعمال «تمثل تصعيداً خطيراً يستدعي تحركاً فورياً».
أضاف الجيش اللبناني في بيانه أنه يعمل بالتنسيق مع الدول الصديقة لـ وضع حد للانتهاكات والخروقات المتواصلة من جانب الجيش الإسرائيلي، محذراً من انعكاساتها الأمنية على الحدود الجنوبية.
في سياق متصل، سجلت المنطقة إطلاق قذيفة مضيئة من الجيش الإسرائيلي في أجواء سهل الخيام، بالتزامن مع تحليق منخفض جداً لطائرة مسيّرة فوق الزهراني والقرى المجاورة، ما أثار مخاوف من عمليات استطلاع أو استهداف محتمل.
من جهتها، أصدرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل بياناً تفصيلياً كشفت فيه أن دبابة ميركافا إسرائيلية أطلقت هذا الصباح نيراناً رشاشة ثقيلة باتجاه قوات حفظ السلام قرب موقع أقامته إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية.
وبيّنت أن الرصاص سقط على بُعد خمسة أمتار فقط من الجنود، الذين كانوا يسيرون على الأقدام واضطروا إلى الاحتماء داخل المنطقة المحيطة.
أضاف البيان أن جنود اليونيفيل تواصلوا عبر قنوات الارتباط مع الجيش الإسرائيلي وطالبوه بوقف إطلاق النار، وتمكنوا من مغادرة المكان بعد مرور ثلاثين دقيقة، عقب تراجع دبابة الميركافا إلى داخل الموقع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الحادث «لم يسفر عن إصابات»، إلا أنه يشكّل انتهاكاً خطيراً لقرار مجلس الأمن 1701.
ودعت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي مجدداً إلى وقف أي أعمال عدوانية تستهدف قوات حفظ السلام أو تقع بالقرب منها، مؤكدة أن هذه القوات «تعمل على دعم جهود العودة إلى الاستقرار الذي تقول كل من إسرائيل ولبنان إنهما يسعيان لتحقيقه».